مع أول أيام رمضان، أطلق النادي الأهلي إعلانًا دعائيًا لاستاده الجديد، والذي وُصف بأنه “مشروع القرن”، وظهر فيه عدد من رموز النادي، على رأسهم محمود الخطيب ووائل جمعة، لكن الاسم الذي خطف الأنظار وأثار الجدل كان محمد أبو تريكة.
ظهور الساحر في الإعلان لم يكن مجرد لفتة عابرة، بل أعاد للجماهير ذكريات الزمن الجميل، حين كان يُمتع الجميع بأهدافه ولمساته الساحرة. بالنسبة لكثير من الأهلاوية، كان الأمر تكريمًا مستحقًا، فالرجل لم يكن مجرد لاعب، بل رمزًا لمرحلة تاريخية في مسيرة النادي.
لكن لماذا الجدل؟
المشكلة أن اسم أبو تريكة لم يعد مجرد اسم يرتبط بكرة القدم فقط، فمنذ اعتزاله في 2013، ثم إقامته في قطر وعمله كمحلل في قنوات بي إن سبورتس، أصبح الأمر أكثر تعقيدًا. إدراجه على قوائم الإرهاب في 2017 بسبب مزاعم دعمه لجماعة الإخوان فتح بابًا واسعًا للنقاش حول مواقفه، وجعل أي ظهور له داخل المشهد المصري مثيرًا للجدل.
وبالتالي، كان السؤال الذي طُرح بعد الإعلان: هل الأهلي كان يدرك تداعيات هذه الخطوة؟
أبو تريكة.. الإنسان قبل اللاعب
من يعرف أبو تريكة يدرك أنه شخصية عفوية، يتحدث ويتصرف دون حسابات دقيقة. حين رفع قميصه لدعم غزة، أو حين عبّر عن مواقفه السياسية، كان يفعل ذلك باندفاع شخصي أكثر من كونه جزءًا من أجندة. قد يكون أخطأ في بعض الأمور، لكن هل هذا كافٍ لأن يُعامل كـ”مجرم” كما يراه البعض؟
الأهلي وقع في فخ التوقيت
الأهلي، وهو يسعى لتسويق مشروع الاستاد، أراد الاعتماد على أحد أساطيره المحبوبة لإثارة حماس الجماهير، لكنه لم يضع في الحسبان أن عودة أبو تريكة بهذا الشكل ستثير هذا الجدل. ربما كان القرار تسويقيًا بحتًا، لكنه تحوّل إلى معركة انقسام بين الجماهير والإعلام، بدلًا من أن يكون مناسبة للاحتفاء بالمشروع الكبير.
النهاية.. الكرة في الملعب!
في النهاية، ظهور أبو تريكة في الإعلان كان مثل المذاق المزدوج، فرحة كبيرة لمحبيه، وحالة من الاعتراض عند معارضيه. لكن وسط كل هذا الجدل، يبقى الأهم أن النادي الأهلي أكبر من أي شخص، سواء كان نجمًا سابقًا أو إداريًا حاليًا. والمفترض أن يكون تركيز الجماهير الآن على الاستاد الجديد، وما يمكن أن يقدمه للمستقبل، بدلًا من الجدل المستمر حول الماضي.