على مدار أكثر من عقدين، ظلّ ملف أرض نادي الزمالك عنوانًا لأزمة مزمنة لا تنتهي. صراعات إدارية، تغيّرات متتالية، لجان مؤقتة، وقرارات لا تكتمل… وفي النهاية يبقى السؤال الذي يطارد الجماهير:
كيف لم يستطع نادٍ بحجم الزمالك أن يحسم مصير أرضه رغم مرور 23 سنة؟
16 مجلس إدارة في 23 سنة!
الرقم وحده يكشف حجم الفوضى. فمنذ عام 2004 وحتى اليوم، مرّ على الزمالك 16 إدارة مختلفة بين منتخب ومعيَّن ومؤقت، وهو ما جعل أي مشروع طويل الأمد — وعلى رأسه ملف الأرض — بلا رؤية واضحة ولا تنفيذ فعلي.
وفيما يلي جدول زمني دقيق لمسيرة الإدارات المتعاقبة:
2004 – 2005 كمال درويش
2005 – 2005 مرتضى منصور
2005 – 2006 مرسي عطا الله (لجنة مؤقتة)
2006 – 2006 مرتضى منصور (عودة)
2006 – 2008 ممدوح عباس
2008 – 2009 محمد عامر (لجنة مؤقتة)
2009 – 2010 ممدوح عباس (عودة)
2010 – 2011 جلال إبراهيم (لجنة مؤقتة)
2011 – 2013 ممدوح عباس (عودة)
2013 – 2014 كمال درويش (لجنة مؤقتة)
2014 – 2020 مرتضى منصور
2020 – 2021 أحمد البكري (لجنة مؤقتة)
2021 – 2021 عماد عبد العزيز (لجنة مؤقتة)
2021 – 2021 حسين لبيب (لجنة مؤقتة)
2021 – 2023 مرتضى منصور (عودة)
2023 – حتى الآن حسين لبيب
كيف أثّر عدم الاستقرار على ملف الأرض؟
أرض الزمالك ليست مجرد مساحة أو مشروع عقاري… إنها أصل استراتيجي قادر على تغيير مستقبل النادي، سواء من حيث الموارد أو البنية التحتية أو خلق مدينة رياضية كاملة.
لكن ما حدث كان العكس تمامًا:
- كل إدارة جاءت برؤية مختلفة
- اللجان المؤقتة ركزت على الحلول العاجلة وليس المشاريع طويلة المدى
- الأزمات المالية والديون دفعت الإدارات إلى تأجيل الملف عامًا بعد عام
- غياب الاستقرار عطّل الخطوات القانونية والتنفيذية المطلوبة
النتيجة؟ الأرض ما زالت أرضًا… بلا مشروع!
رغم أن الجماهير تردد دائمًا:
“الأرض معاكم بقالها 23 سنة!”
فإن الواقع يقول إن كثرة التغييرات في الإدارة جعلت المشروع بلا صاحب يتحمّل المسؤولية حتى النهاية.
هل تنجح إدارة حسين لبيب في الحسم؟
الإدارة الحالية ترفع شعار “تنظيم النادي وإعادة ترتيبه من الأساس”، وقد أكدت أكثر من مرة أن ملف الأرض هو أولوية.
لكن الحسم الحقيقي يحتاج:
- قرار موحّد
- رؤية اقتصادية
- دعم حكومي واضح
- وبالأهم .. استقرار إداري لا يقل عن 4–5 سنوات
من دون ذلك، سيظل الملف معلقًا، وسيظل السؤال قائمًا:
هل ستظل أرض الزمالك بلا مشروع ربع قرن آخر؟












