✍️ أحمد سمير
أعلنت أنجولا أنها ستُقيم مباراة ودية كبرى في كرة القدم ضد الأرجنتين، بوجود النجم ليونيل ميسي، مقابل ما يُقدَّر بـ 10 ملايين دولار تقريبًا.
في الوقت نفسه، تشهد أنجولا أن حوالي 32٪ من سكانها تحت خط الفقر، مما يجعل السؤال مطروحًا: هل الاستثمار الضخم في مباراة ودية منطقي؟ هل الرياضة ستُحوّل هذا المبلغ إلى ذهبٍ حقيقي؟
خلفية سريعة:
- أنغولا تُعد دولة أفريقية غنية بالنفط والمعادن، لكن رغم ذلك يعاني جزء كبير من سكانها من الفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي.
- من جهة أخرى، تُسعى الرياضة – وخصوصاً كرة القدم – لأن تصبح أداةً لتعزيز الصورة الدولية، جذب السياحة، وتحفيز الإنفاق الاقتصادي المحلي.
- القرار بإقامة هذه المباراة أمام الأرجنتين يأتي في إطار ما يُشبه المراهنة على أن تكلفة المعلومة الكبيرة ستُدرّ مردودًا أكبر من الاستثمار التقليدي.
تحليل:
لماذا هذا القرار؟ ولماذا يحتمل المخاطرة؟
أولاً: الدافع
أنغولا تبدو وكأنها تقول: «لو ما قدرنا نستثمر في إنتاج نجومنا اليوم، سنشتري نجوم العالم ونجلب الأحداث الكبرى». المعلومة: دفع مبلغ كبير لاستضافة مباراة مع الأرجنتين (وبمشاركة ميسي) يُعد خطوة تسويقية ضخمة.
ثانيًا: المخاطرة
- الأموال تُمنح للمقابل لحظة الحُدوث، لكن الاستمرارية — من البنية التحتية، تطوير المواهب المحلية، التعليم الرياضي — أمرٌ أبعد بكثير.
- في وقت تُعاني فيه نسبة واسعة من السكان من الفقر، يُثار تساؤلٌ أخلاقي حول أولويات الإنفاق — هل يُفضل بناء ملاعب أو تطوير مدربين أم استضافة نجم لمباراة؟
- العائد الاقتصادي ليس مضمونًا. قد تجذب الحدث جماهيراً وسياحاً، لكن هل سيبقى التأثير طويل الأمد؟ أو سيظل مجرد ليلة مُبهرة؟
انجولا .. كيف يمكن أن يتحول القرار إلى مكسب؟
لكي يتحول الاستثمار إلى ربح حقيقي، أنغولا تحتاج إلى:
- ربط المباراة بخطة تنموية: مدارس كرة قدم، أكاديميات ناشئين، وكوادر تدريب محلية.
- استغلال الحدث سياحيًا: حزمة سياحية، أسباب لجذب الزوار، تسويق المدينة المضيفة.
- ضمان عائد مالي: شراكات تجارية، حقوق بث، رعايات، وليس مجرد إنفاق بلا مستوى عائد.
- خلق أثر اجتماعي: جعل اللعبة وسيلة لتشغيل شباب، وعامل تغيير اجتماعي، لا لحظة عرض فقط.
الخلاصة:
ستظل أنغولا تخوض مراهنة عالية: أن تُحوّل استضافة نجم عالمي ومباراة فاصلة إلى دفعة حقيقية للاقتصاد الرياضي، لا أن تكون مجرد عنوان في الأخبار.
إذا نجحت، فقد تُكتب تجربة نموذجية لدول تبحث عن أدوات “غير تقليدية” للنمو.
وإذا فشلت؟ فستظل تلك الـ10 ملايين دولار مصاريف لليلة من دون إرث طويل الأمد.









