بقلم – كمال سعد
في الوقت الذي ينتظر فيه جمهور الاتحاد وجمعيته العمومية مراجعة حقيقية لما يجري داخل النادي.. يطل علينا من يتعاملون مع هذا الكيان وكأنه ملكية خاصة.. أو “عزبة” تُدار بالمزاج لا بالقانون. وجوه تظن أن الجمعية العمومية مجرد رقم في السجلات أو تصفيق في يوم انتخابات.. وأن النجاح يمكن أن يُفرض على الناس بالقوة لا بالثقة.. بالاستعراض لا بالإنجاز.
لم يكتفِ هؤلاء بإهمال الملفات الأساسية للنادي.. بل حولوا الفشل إلى حفلات.. وصرفوا ملايين على استعراضات وأغاني، وكأن خزينة النادي إرث شخصي لا مالًا عامًا يخضع للمحاسبة.
الأموال تُهدر بينما فرق النادي تعاني.. كرة قدم متراجعة.. ألعاب جماعية لا تجد الدعم.. وقطاعات ناشئين تُدفن قبل أن تبدأ. كل هذا في ظل عجز مالي تخطى حدود المنطق، ولا أحد يسأل: أين ذهبت ميزانية الاتحاد؟ ومن يحاسب على هذا النزيف؟
كان من الطبيعي أن تُوجّه هذه المبالغ للكرة.. للسلة التي تمثل هوية سيد البلد.. للناشئين الذين هم مستقبل النادي.. لكنها خرجت على هيئة حفلات ووسطاء ومتعهدي فن.. حتى بدا الاتحاد وكأنه منصة لليالي الساهرة، لا قلعة جماهيرية صنع تاريخها رجال يعرفون قيمة الكيان.
أبناء الجمعية العمومية لزعيم الثغر.. الكرة في ملعبهم
الصمت الآن لم يعد صمتًا.. بل أصبح مشاركة في ما يحدث. من يسكت اليوم، سيُسأل غدًا عن سقوط الكيان. هناك من يراهن على خوفكم.. على الإشاعات.. على أن الجمعية العمومية “هتيجي وتعدي”. وهناك من يظنّ أن النتيجة محسومة مسبقًا وأن الأصوات مجرد إجراء روتيني.
وأخطر ما يمكن أن يفعله أبناء الاتحاد هو إعادة تدوير نفس الوجوه التي كانت جزءًا من الأزمة.. أو اختيار أسماء ترتبط بمحمد أحمد سلامة أو بمنظومة المصالح والتحالفات التي أدخلت الاتحاد في هذا المأزق المالي والإداري. هؤلاء ليسوا حلًا.. بل امتدادًا للأزمة.
اختاروا الاتحاد.. لا اختاروا الأشخاص
الاتحاد مليء بأبنائه المحترمين.. أصحاب التاريخ والمواقف.. ناس مش بتدور على كاميرا ولا منصب.. ناس تحب الكيان بصدق. اختاروا من يحمي سيد البلد.. لا من يحمي مصالحه الخاصة. اختاروا من يأتي ليبني.. لا من يبحث عن مقعد أو نفوذ.
رفض هذه القائمة أو تلك التحالفات ليس عداءً شخصيًا.. بل رفضًا لمنهج أهدر المال العام.. وأهان الجمعية العمومية.. وحوّل نادي الاتحاد إلى ساحة للمصالح الفردية.
سيد البلد لا يحتاج متسلقين.. ولا مجاملين.. ولا من يستقوي بغيره. يحتاج رجالًا يعرفون قيمة الكيان.. يعرفون خباياه.. ويدركون أن من ينقذ الاتحاد لا يمكن أن يكون هو من تسبب في أزماته أو استفاد منها.








