بقلم ✍️ كمال سعد
على الرغم من الكوارث الإدارية والمالية والفنية التي يعيشها نادي الاتحاد السكندري الفترة الأخيرة، ورغم اعتراف كل من تولّى المسؤولية داخل النادي بحجم الأزمة، فإنّ المفارقة التي تثير الدهشة هي أن الجميع – بلا استثناء – يتمسك بالوجود والاستمرار وكأنّ البقاء داخل النادي مكسب لا يُقدّر بثمن.
هذه المفارقة ليست مجرد مشهد إداري عابر، بل أصبحت فزورة تحتاج إلى حل: كيف لنادٍ يواجه عجزًا ماليًا، وتخبّطًا في القرارات، وتراجعًا فنيًا واضحًا، أن يتحول إلى بيئة يتمسّك فيها المسؤولون والمحيطون بالمشهد بكل قوة، رغم إدراكهم الكامل أن الأوضاع وصلت إلى مرحلة الخطر؟
سرّ الاتحاد السكندري يكمن في ثلاث حقائق لا ينكرها من يعرف دهاليز النادي:
أولاً : الاتحاد ليس مجرد نادٍ، بل هو مؤسسة لها ثقل جماهيري ووجود سياسي واجتماعي.. البعض يدخلها بحثًا عن النفوذ، وآخرون يدخلونها بحثًا عن الشعبية، ولذلك يصبح الخروج منها “خسارة مكلفة” مهما كانت الأزمات.
ثانيًا المنصب داخل سيد البلد له بريق خاص و الأضواء، والشهرة، والواجهات، تفتح أبوابًا لا علاقة لها بكرة القدم. ولهذا ترى من يهاجم الأزمات في العلن، ثم يتشبث بمقعده في السر.
ثالثًا : غياب المحاسبة الحقيقية يجعل الاستمرار خيارًا آمنًا. فمن يخطئ يبقى، ومن يفشل يستمر، ومن يتسبب في كوارث ينال فرصة أخرى، وكأن النادي يعيش داخل دائرة مغلقة لا تهتز فيها مقاعد المسؤولين مهما كانت النتائج.
النتيجة:
نادي الاتحاد السكندري يعيش اليوم واحدة من أكثر فتراته ارتباكًا، ليس بسبب نقص الإمكانيات أو ضعف الموارد فقط، ولكن لأن من في الداخل يعرفون حجم الكارثة .. ومع ذلك يفضّلون البقاء على حلّها.
ولذلك يصبح السؤال مشروعًا:
هل المشكلة في الأزمات؟ أم في الذين رأوا العاصفة.. وقرروا أن يظلوا واقفين في قلبها؟









