✍️ محمد محمود
قد تكون الخسارة بنتيجة ثقيلة أمرًا واردًا في كرة القدم، لكن السقوط بخماسية نظيفة على ملعبك وأمام جماهيرك يفتح أبواب الأسئلة على مصراعيها، وهو ما حدث مع الجزيرة الإماراتي أمام الوصل في الجولة الـ20 من دوري أدنوك للمحترفين.
الجزيرة ظهر تائهًا منذ البداية، بلا ملامح واضحة في الهجوم أو صلابة في الدفاع، في وقت بدا فيه الوصل أكثر تنظيمًا واستحواذًا، مستغلًا كل ثغرة ممكنة في دفاعات المنافس. المشكلة لم تكن في الخطة فقط، بل في الروح. الفريق بدا فاقدًا للثقة، وكأن الهدف الأول الذي سكن شباكه فتح الباب لانهيار جماعي.
ورغم مشاركة الدولي المصري محمد النني، صاحب الخبرات الطويلة في الملاعب الأوروبية، إلا أن وجوده لم يصنع الفارق المطلوب، خصوصًا في ظل غياب الانضباط التكتيكي من زملائه في وسط الملعب. ولم يكن غريبًا أن يتحصل النني على بطاقة صفراء في الدقيقة 51، تعبيرًا عن توتر عام سيطر على أداء الجزيرة في الشوط الثاني.
هجوم الوصل كان أكثر فاعلية، وضرب بقوة في كل مرة سنحت له الفرصة. خمسة أهداف دون رد، رقم لا يُستهان به، ويعكس مدى التفوق الفني والذهني الذي تمتع به الضيوف على مدار التسعين دقيقة.
الجزيرة بهذه الخسارة لا يخسر ثلاث نقاط فحسب، بل يفقد الكثير من هيبته وموقعه في جدول الترتيب، بعد أن تجمد رصيده عند 30 نقطة وتراجع للمركز الخامس، بينما صعد الوصل إلى المركز الرابع بـ33 نقطة.
الآن، بات من الواضح أن الفريق بحاجة إلى وقفة حقيقية، ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل على صعيد الجهاز الفني والإداري أيضًا. فإذا لم تُصحح الأخطاء سريعًا، فإن الجزيرة سيجد نفسه يبتعد عن صراع المراكز المتقدمة، وربما حتى مقاعد البطولات الآسيوية.