✍️ كمال سعد
في واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في الدوري المصري هذا الموسم، اشتعلت مدرجات الإسكندرية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد قرار الحكم بطرد كريم الديب، قائد الاتحاد السكندري، خلال مواجهة الأهلي مساء اليوم الأربعاء، في واقعة فتحت الباب مجددًا أمام تساؤلات كثيرة حول اتساق القرارات التحكيمية داخل المسابقة.
المشهد المثير.. قائد الفريق يُعاقب لمجرد الحديث
الحكم أشهر البطاقة الحمراء مباشرة في وجه كريم الديب بعد اعتراضه على قرار تحكيمي، رغم أن لوائح اللعبة تمنح قائد الفريق وحده حق التحدث مع الحكم في حدود الأدب والضوابط المعروفة.
اللقطة – التي وثّقتها الكاميرات بوضوح – أظهرت أن اللاعب لم يتجاوز في الحديث، ما جعل جماهير زعيم الثغر تشعر بأن فريقها تعرض لعقوبة غير مبررة في توقيت حساس من المباراة.
توازن مفقود.. وطرد غيّر ملامح اللقاء
قبل الطرد، كان الاتحاد يمتلك الأفضلية العددية بعد طرد أحد لاعبي الأهلي، ومع ضغط الفريق السكندري في الدقائق الأخيرة واقترابه من تعديل النتيجة، جاءت البطاقة الحمراء لتقلب الكفة وتعيد الأهلي إلى أجواء اللقاء.
قرار بدا للبعض وكأنه كسر لإيقاع المباراة وحرمان الاتحاد من فرصة استثمار تفوقه العددي.
أزمة أعمق من مجرد قرار
ما حدث لا يمكن اختزاله في خطأ فردي فقط، بل يعكس أزمة أعمق في منظومة التحكيم المصري التي تعاني منذ سنوات من غياب مبدأ الثبات في القرارات.
ففي مباريات أخرى، نشاهد تجاوزات لفظية من لاعبين دون عقوبة، بينما يُطرد آخرون لأسباب أقل وضوحًا، وهو ما يفقد الجماهير الثقة في عدالة المنافسة.
جماهير الاتحاد: “كفاية ظلم.. نريد عدالة مش مجاملات!”
غضب واسع اجتاح جماهير الاتحاد على مواقع التواصل، معتبرين أن ما حدث أمام الأهلي تكرار لسيناريوهات سابقة، حيث دائمًا ما يدفع الفريق السكندري ثمن الأخطاء التحكيمية، خاصة في المباريات الكبرى.
قراءة ختامية
الأمر لم يعد مجرد اعتراض على حكم أو احتجاج عابر، بل رسالة واضحة من الأندية الجماهيرية إلى اتحاد الكرة ولجنة الحكام: العدالة التحكيمية ليست رفاهية، بل أساس احترام المسابقة.
ولعل بداية التصحيح تكون بالاعتراف بالأخطاء وتحليلها بشفافية، لا بتبريرها.