قال الربان وسام هركي الباحث السياسي و الإستراتيجي الموقف المصري من الأزمة السودانية ينطلق من اعتبارات أمن قومي مباشر، حيث يمثل السودان عمقاً إستراتيجياً لمصر و أي حالة فوضى أو تفكك داخلي تنعكس سلباً على إستقرار المنطقة بأكملها، لاسيما في ظل التحديات الأمنية المتزايدة على الحدود الجنوبية و إنتشار الجماعات المسلحة، وتنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية و تدفقات اللاجئين.
وأوضح هركي أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتدويل الأزمة السودانية خارج الأطر المتفق عليها أو فرض حلول قسرية لا تحظى بتوافق وطني سوداني شامل، مشدداً على أن الحل يجب أن يكون سودانياً خالصاً مع دعم إقليمي ودولي يحترم سيادة الدولة السودانية ولا ينتقص من استقلال قرارها الوطني.
وأشار هركي إلى أن مصر تنظر بقلق بالغ إلى أي محاولات لإستغلال الصراع القائم لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للسودان أو إستخدامه كساحة لتصفية حسابات إقليمية و دولية، مؤكداً أن مثل هذه السيناريوهات تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي و ليس للسودان وحده.
وأضاف هركي أن التحركات المصرية الدبلوماسية المكثفة خلال الفترة الماضية تعكس إدراكاً عميقاً لخطورة المرحلة، حيث تعمل القاهرة على أكثر من مسار بالتوازي، سواء عبر القنوات الثنائية مع الأطراف السودانية أو من خلال التنسيق مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة، بهدف إحتواء الأزمة و منع انزلاقها نحو حرب طويلة الأمد.
وأختتم الربان وسام هركي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر رسمت خطها الأحمر في السودان و ستظل داعماً رئيسياً لإستقرار السودان و أنها لن تتهاون في حماية خطوطها الحمراء، إنطلاقاً من روابط التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، مشدداً على أن إستقرار السودان هو إستقرار لمصر والمنطقة بأسرها و النصر لنا.













