ماذا يحدث لنادي الزمالك ؟ هذا السؤال يتردد على ألسنة محبي وعاشقي القلعة البيضاء في كل مكان على أرض المحروسة وخارجها، وخاصة بعدما فوجئت جماهير النادي والشارع الكروي قبل ساعات قلائل بصدور قرار إيقاف قيد جديد لمدة ثلاث فترات للنادي، بناء على حكم المحكمة الرياضية الدولية “كاس” الصادر في هذا الخصوص لصالح البرتغالي جايمي باتشيكو المدير الفني الأسبق للفريق .
كان باتشيكو قد تقدم بشكوى ضد فريقه السابق لمحكمة “كاس”،معترضا فيها على قرار إقالته من قبل رئيس مجلس إدارة النادي “المعزول” والصادر في عام 2021 ، بعد تسببه في ضياع لقب دوري أبطال أفريقيا في 27 نوفمبر 2020 أمام النادي الأهلي في نهائي القرن الشهير، حيث نجح في الحصول على حكم بأحقيته في 880 ألف يورو، وهو بالمناسبة حكم نهائي .
لم يكن باتشيكو فقط هو من تسبب في إيقاف قيد الزمالك، ولكن سبق وصدر قرار إيقاف مماثل للنادي في 23 أبريل الماضي 2025 بسبب مستحقات المغربي خالد بوطيب لاعب الزمالك الأسبق، الذي قد شكوى للفيفا ضد ناديه السابق، ونجح اللاعب في الحصول على حكم آخر بمنحه باقي مستحقاته البالغة 983 ألف يورو من إجمالي 2.400 مليون يورو، كانت مستحقات وفوائد الغرامات على النادي، في الوقت الذي لم يستفد النادي من اللاعب فنيا بالشكل المطلوب، بل ولم يضف له شيئا سوى تكليفه هذه الغرامة المالية الكبيرة .
الغريب أن هذه الغرامات الكثيرة والمتنوعة أثقلت كاهل مجلس الإدارة الحالي برئاسة حسين لبيب وجعلته يضرب أخماسا في أسداس، بعدما أصبح مكبلا بالمزيد من الديون، حيث لم يكد يفق من غرامات بعض اللاعبين السابقين أمثال، بنيامين أشيمبونج(٩٠٠ الف دولار)،وكريستيان جروس( ٦٦٢ الف دولار)، وحمدي النقاز(مليون ٣٠٠ الف دولار)،وأليكس موندومو(مليون و٢٠٠ الف دولار)، بخلاف غرامات معروف يوسف، وخالد سعد، إلا وكانت الصدمة قاسية على الإدارة وعلى الجماهير بصدور غرامات جديدة، وهي ما ستحول دون تمكن النادي من قيد أية صفقات جديدة إلا بعد تسوية أموره المادية مع كل من قدم شكوى ضده في الفيفا أو المحكمة الرياضية، مع ضرورة إرسال الزمالك ما يثبت للهيئتين الكبيريتن المصالحة معهم .
جماهير الأبيض كانت تنتظر أن يضم النادي عددا من الصفقات الكبيرة التي تعيد التوازن له، ولأجواء المنافسة الحقيقية على البطولات مستقبلا، المحلية أو القارية، وتحديدا الكونفيدرالية التي يجاهد الزمالك للحاق بها الموسم القادم بعدما فقد أمل العودة للمشاركة في دوري الأبطال، لصعوبة حصوله على المركز الثاني في الدوري بعد تعادليه الآخيرين أمام المصري ومن بعده البنك الأهلي، حيث يدور الصراع بشكل أقوى بين بيراميدز المتصدر والأهلي الوصيف على هاتين المركزين، وهو ما يجعل لحاق الأبيض بأي منهما في الأمتار الأخيرة من الدوري الاستثنائي هذا الموسم بمثابة الحلم، نتيجة حالة عدم الاستقرار التي عاني منها النادي على الصعيدين الإداري والفني .
وجهة نظري الشخصية أن هناك من له مصلحة في وصول الزمالك إلى هذه الحالة المتردية وإقحامه في دوامة المشاكل التي لا تنتهي حتى لا يفيق منها، حيث لا يكاد النادي يخرج من “نُقرة حتى يجد نفسه قد وقع في دُحديرة”، وفي الوقت نفسه فإن وجهاء الزمالك وهواة “الشو الإعلامي” لا يحركون ساكنا، بل لم أرى مسؤولا منهم ولو مرة واحدة يغرد خارج الصندوق بفكرة إيجابية تنقذ هذا النادي العريق من كبواته التي تهدد مستقبله وتجهض حلم المنافسة على البطولات مستقبلا .
يا سادة الزمالك يحتاج إلى المخلصين من أبنائه لإنقاذه، وما أندرهم في هذا الزمان، والدليل على ذلك اختفاءهم جميعا حاليا إلا القليل منهم، كما هذه المعاناة قد تنال من اسم وتاريخ النادي العريق، وما إيقاف القيد المتتالي ما بين فترة وأثنين وثلاثة، وتصاعد الخلافات بين إداراته المتعاقبة، وبين بعض لاعبيه ومدربيه السابقين من الأجانب إلا دليلا قاطعا على أنه أصبح نادي سيء السمعة أمام أكبر هيئة رياضية في العالم الاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA “، فهل سيقف محبي الزمالك عاجزين عما يحدث لناديهم العريق صاحب التاريخ المشرف..أعتقد إذا حدث هذا فهو يُعد جريمة في حق كل من ينتمي لهذا الكيان، لاعبين، ومدربين، وإداريين، ومسؤولين حاليين وسابقين، بل ومحبيه أيضا.
أخيرا :
إذا استمر الوضع على هذا الحال فيجب على مجلس إدارة النادي الرحيل من تقلاء أنفسهم، لأنهم ليسوا على قدر المسؤولية التي منحتها لهم الجمعية العمومية للنادي .