✍️ مصطفى رضا
لم يكن المدرب هو المشكلة، ولم يكن هو السبب في التراكمات التي تعاني منها كرة القدم الليبية منذ سنوات، لكنه وجد نفسه في مواجهة واقع محبط، حيث تمر الدقائق داخل الملعب وهو غاضب ومستاء من أسلوب لعب اللاعبين، حتى عندما يكون الفريق متقدمًا في النتيجة.
كرة القدم الحديثة لا ترحم، وعندما ترى المنتخبات الأخرى أنك تفقد الاستحواذ بسهولة، وترسل الكرات الطويلة بلا هدف، فإنها تكتسب الثقة سريعًا، وتدرك أنك الحلقة الأضعف، فتهجم عليك بلا تردد وتحقق التفوق بكل سهولة.
المنتخب الكاميروني قدم نموذجًا واضحًا على ذلك، فقدراته البدنية العالية وسرعته في التحولات لم يكن بالإمكان مواجهتها إلا باللياقة والانضباط، وليس بالتهاون أو عدم الجدية في التدريبات.
رغم الخسارة، كان هناك بعض الإيجابيات، فقد ظهر الثلاثي الشريمي، فهد، والكوري بمستوى جيد، وكان هناك تحسن واضح في أداء الفريق بداية من الدقيقة 74، وهو ما يعكس قدرة الفريق على التطور متى تحرر اللاعبون من التوتر والارتباك.
أما لقطة أبو بكر وإعاقته غير المبررة فكانت خطأ لا داعي له، كلف الفريق مزيدًا من المعاناة.
مباراتا أنجولا والكاميرون أثبتتا أن المنتخب افتقد كثيرًا لجهود علي يوسف، الذي كان يمكن أن يشكل إضافة هجومية مؤثرة.
في النهاية، حلم التأهل انتهى، ولم يعد هناك مجال للأوهام، لكن لا يزال بإمكان المنتخب إعادة بناء سمعته في المباريات القادمة، وحرمان المنافسين من نقاط مهمة، خاصة في المواجهات المتبقية ضد الرأس الأخضر وغيرها. القتال حتى النهاية واجب، وليس خيارًا!