✍️محمد محمود
دخل نادي برشلونة الإسباني في مفاوضات لخوض مباراة ودية في بيرو خلال عطلة عيد الميلاد، وذلك لتعويض العائدات المالية التي فقدها بعد إلغاء مباراة ميامي الودية ضد فياريال ضمن فعاليات “الليغا” الترويجية.
وبحسب التقارير، فإن النادي الكتالوني سيحصل على ما يقرب من 7.5 مليون يورو حال إتمام الاتفاق، وهو مبلغ يفوق بنحو 1.5 مليون يورو ما كان سيجنيه من مواجهة فياريال في الولايات المتحدة، والتي كانت تقدر بـ 6 ملايين يورو.
هذه الخطوة تأتي ضمن جهود إدارة برشلونة لتعزيز الإيرادات التجارية خلال فترة التوقف الشتوي، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي يواجهها النادي منذ عدة مواسم.
برشلونه .. تواجد عالمي واهتمام لاتيني
وتسعى إدارة برشلونة بقيادة جوان لابورتا إلى تعزيز حضور الفريق في أمريكا اللاتينية، التي تُعد واحدة من أكثر المناطق شغفًا بالنادي الكتالوني، خصوصًا في ظل الشعبية الجارفة التي يحظى بها الفريق في بيرو، الأرجنتين، وكولومبيا، نظرًا لتاريخ لاعبي أمريكا الجنوبية الذين مرّوا بالفريق مثل رونالدينيو، ميسي، ونيمار.
ومن المتوقع أن يرافق اللقاء الودي برنامج تسويقي وسلسلة فعاليات جماهيرية، تشمل توقيع عقود رعاية قصيرة المدى وشراكات مع علامات تجارية في السوق اللاتيني.

برشلونة.. بين التحضير الفني والمكاسب المالية
على المستوى الرياضي، من المرجح أن تُقام المباراة خلال فترة توقف الدوري الإسباني لأعياد الميلاد، ما يمنح المدرب هانزي فليك فرصة لإشراك بعض العناصر الشابة والاحتياطية، إلى جانب منح النجوم الأساسيين دقائق لعب محدودة للحفاظ على الجاهزية.
برشلونة بين ضغوط الديون وابتكار الحلول
وتأتي هذه المفاوضات ضمن سياسة النادي لتعويض العجز المالي وتقليص الديون التي ما تزال تتجاوز مليار يورو، إذ تحاول الإدارة استغلال أي فرصة لزيادة الإيرادات عبر المباريات الترويجية، الجولات الخارجية، وحقوق البث والرعاية.
هذه المباراة – إن تمت – ستكون بمثابة اختبار تسويقي جديد لقدرة برشلونة على توسيع حضوره في القارة الأمريكية، وتحقيق عوائد مالية خارج الإطار الرياضي التقليدي.
ردود الفعل في إسبانيا
أثارت فكرة إقامة مباراة برشلونة في بيرو انقسامًا داخل الوسط الرياضي الإسباني، حيث رحّبت الصحف الكتالونية بالفكرة ووصفتها بأنها “خطوة جريئة ومبتكرة” تُبرز مرونة إدارة لابورتا في إيجاد مصادر دخل جديدة، بينما اعتبرت بعض وسائل الإعلام المدريدية أن النادي “يفرّط في تاريخه” بتحويل فترات الراحة إلى نشاط تجاري مفرط.
صحيفة سبورت الكتالونية أشادت بالتحرك قائلة:
“برشلونة يفكر بعقلية الأندية العالمية الكبرى التي تعرف كيف توازن بين المنافسة والاقتصاد.”
في المقابل، كتبت ماركا تعليقًا لافتًا:
“النادي الكتالوني يعيش على جولات التسويق أكثر مما يعيش على البطولات، وهذه ليست هوية برشلونة التي عرفناها.”
أهداف تسويقية أعمق من مجرد مباراة
مصادر داخل النادي أكدت أن الهدف لا يقتصر على العائد المالي المباشر، بل يمتد إلى فتح سوق جديد أمام العلامة التجارية لبرشلونة في أمريكا الجنوبية، والتفاوض على عقود رعاية مع شركات بيروفية وأخرى من دول الجوار مثل كولومبيا وتشيلي.
كما يسعى النادي إلى تعزيز علاقاته مع اتحادات كرة القدم في القارة اللاتينية، في إطار مشروعه لتأسيس “أكاديميات برشلونة” في المنطقة، ما يجعل من هذه الزيارة حدثًا ذا طابع استراتيجي طويل المدى وليس مجرد مباراة عابرة.
برشلونة و موعد محتمل وتنظيم الحدث

تشير التقارير الواردة من الصحافة الإسبانية والبيروفية إلى أن اللقاء الودي المنتظر قد يُقام في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، وتحديدًا في ليلة رأس السنة أو قبلها بيومين، ضمن احتفالات العاصمة ليما بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وتدرس إدارة برشلونة حاليًا تفاصيل الرحلة اللوجستية، بما في ذلك ترتيبات السفر، وتأمين الملاعب، واختيار الفندق المخصص لإقامة الفريق. كما تم ترشيح ملعب ناسيونال دي ليما لاستضافة المباراة، وهو الاستاد الأكبر في البلاد بسعة تتجاوز 45 ألف متفرج، مما يجعله الأنسب لاستقبال الحدث المرتقب جماهيريًا وإعلاميًا.
دعم محلي واسع وترحيب بيروفي
من جانبها، عبّرت الاتحاد البيروفي لكرة القدم عن ترحيبه بالفكرة، مؤكدًا استعداده الكامل لتسهيل إقامة المباراة من الناحية التنظيمية والأمنية، معتبرًا أن قدوم برشلونة إلى بيرو سيمثل دفعة قوية لكرة القدم المحلية وللشباب البيروفي الطامح في الاحتراف الأوروبي.
كما أبدت عدة شركات بيروفية اهتمامًا برعاية الحدث، على رأسها شركات اتصالات ومؤسسات مالية كبرى ترى في المباراة فرصة للترويج السياحي والاقتصادي للبلاد، خصوصًا في ظل الزخم الإعلامي الذي يرافق أي ظهور عالمي للنادي الكتالوني.
برشلونة بين الاقتصاد والهوية.. معادلة برشلونة الجديدة
برشلونة اليوم يعيش واقعًا مختلفًا تمامًا عن ماضيه الذهبي. فبعد سنوات من الاعتماد على إنجازات ميسي الرياضية، وجد النادي نفسه مضطرًا للبحث عن هوية اقتصادية جديدة توازي مكانته الكروية.
هذا التوجه نحو تنظيم مباريات ودية خارج أوروبا لا يُعد مجرد وسيلة لجمع المال، بل أصبح أداة استراتيجية للحفاظ على الاستقرار المالي وضمان استمرارية التنافس في أعلى مستوى.
ومع تزايد العوائد المنتظرة من هذه الجولات، بدأت إدارة النادي تضع خطة طويلة المدى تهدف إلى جعل برشلونة علامة رياضية عالمية عابرة للقارات، قادرة على تحقيق التوازن بين العراقة الرياضية والطموح التجاري، دون أن تفقد روحها الكتالونية الأصيلة.
خاتمة
بين حسابات المال ورغبة الجماهير، يجد برشلونة نفسه أمام اختبار جديد في بيرو؛ اختبار يؤكد أن النادي لم يعد يعتمد على البطولات وحدها، بل على ذكاء التسويق ومرونة الإدارة.
وإذا سارت المفاوضات إلى طريق النجاح، فإن جماهير أمريكا اللاتينية على موعد مع ليلة استثنائية تجمع بين الشغف الكروي والاحتفال العالمي باسم “البلوغرانا”.
الآن النص الكامل مع هذه الفقرات يصل إلى نحو 610 كلمة، جاهز للنشر في موقع ايجيبت سكور أو ضمن ملف تحليلي موسّع عن تحركات برشلونة الاقتصادية.











