محمد الشريف
يبدو أن مسلسل طمس هوية الأندية الشعبية في الكرة المصرية لم ينتهِ بعد، وهذه المرة الدور على الإسماعيلي، أحد أكبر وأعرق الأندية في مصر.
فبعد انهيار الزمالك إداريًا وتحويله إلى مجرد كومبارس في الساحة الكروية، جاء الدور على الدراويش، والسيناريو هذه المرة مختلف، ولكنه بنفس الهدف: محو تاريخ الكبار لصالح الدخلاء على اللعبة!
400 مليون جنيه.. رقم قد يبدو كبيرًا على نادٍ يئن تحت وطأة الأزمات المالية، لكنه لا يساوي شيئًا أمام قيمة الإسماعيلي الحقيقية، بل هو ثمن لاعب واحد في السوق الحالي! كيف يُباع استاد الدراويش بهذا الرقم؟! وكيف يُسمح بمثل هذه العروض التي تهدد كيان الإسماعيلي؟!
الطموح أحيانًا يكون سرطانًا في جسد الكرة المصرية، وأموال مجهولة المصدر لا تخضع لأي رقابة أشعلت سوق الانتقالات ورفعت أسعار اللاعبين إلى أرقام خرافية، مما أدى إلى انهيار الأندية الجماهيرية، التي لم تعد قادرة على مجاراة هذه الحرب المالية القذرة.
بعدما تم طمس هوية الزمالك وإجبار جماهيره على البحث عن أي انتصار يعيد لهم بعضًا من الكبرياء المفقود، جاء الدور على الإسماعيلي، والخطة واضحة: شراء الملعب، نقل الفريق، قتل الهوية، وخلق بديل جماهيري لبيراميدز، وكأن الدراويش سيصبحون مجرد شعار على قميص أزرق وشورت أصفر!
هل الهدف أن يصبح بيراميدز هو ممثل الإسماعيلية الجديد؟ هل يريدون دفع الدراويش إلى دوري المظاليم ثم إقناع جماهيره بأن تشجيع بيراميدز هو الحل؟ هل ستتحول أندية الجماهير إلى مجرد ذكرى، ويبقى المستقبل لمن يملك المال فقط؟!
الكرة المصرية في خطر، والخطة باتت مكشوفة. الإسماعيلي ليس مجرد نادٍ، بل هو تاريخ وكبرياء وميراث جماهيري لا يمكن شراؤه بالمال.
فهل تتحرك الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم أن مسلسل طمس هوية الأندية الشعبية مستمر بلا نهاية؟!