بقلم ✍️ – كمال سعد
تعيش الكرة المصرية واحدة من أكثر فتراتها ارتباكًا على مستوى المنتخبات الوطنية، بعد سلسلة نتائج سلبية باتت عنوانًا ثابتًا في السنوات الأخيرة، دون أن يلوح في الأفق حل جذري واضح يعيد الهيبة المفقودة.
الكرة المصرية ..و صدمة جديدة في كأس العالم للشباب
جاء الخروج من دور المجموعات في كأس العالم للشباب ليؤكد أن الأزمة لم تعد عارضة أو مرتبطة بجيل بعينه. منتخب كان يُعوّل عليه كثيرًا لتقديم صورة مختلفة، غادر البطولة مبكرًا دون أن يترك انطباعًا حقيقيًا، في مشهد أعاد فتح ملف الإعداد، والاختيارات، وفلسفة العمل داخل المنتخبات السنية.
الكرة المصرية ..و الناشئون خارج الحسابات مبكرًا
ولم يكن حال منتخب الناشئين أفضل، بعد وداع كأس العالم من دور الـ32. خروج مبكر يطرح علامات استفهام كبيرة حول جودة التكوين من الأساس، ومدى تطور اللاعب المصري في المراحل العمرية الصغيرة، مقارنة بما يحدث في القارة الإفريقية والعالم.
كأس العرب.. إخفاق الكرة المصرية بلا أعذار
أما منتخب مصر في كأس العرب، فكان الخروج من دور المجموعات بمثابة ضربة جديدة للثقة. بطولة إقليمية كان يُفترض أن تكون فرصة لتجربة عناصر جديدة وبناء فريق قادر على المنافسة، لكنها انتهت بخيبة أمل أعادت نفس الأسئلة القديمة عن غياب الهوية، وسوء إدارة المباريات، والتخبط الفني.
أزمة الكرة المصرية ممتدة لا نتائج عابرة

ما يحدث لا يمكن اختزاله في خسارة مباراة أو بطولة. نحن أمام معاناة مستمرة للمنتخبات المصرية، تبدأ من ضعف التخطيط، مرورًا بسوء التنسيق بين الأجهزة الفنية، وصولًا إلى غياب مشروع كروي متكامل يربط بين المنتخبات السنية والمنتخب الأول.
النتائج لم تعد مفاجِئة، بل أصبحت متوقعة، وهو أخطر ما في الأمر.
أمم إفريقيا.. هل تكون نقطة التحول؟
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل يتغير هذا المشهد في بطولة كأس الأمم الإفريقية؟
الإجابة لا ترتبط فقط بالأسماء أو الجهاز الفني، بل بمدى قدرة المنظومة كاملة على التعلم من الأخطاء، ومنح الاستقرار، وبناء فريق يعرف ماذا يريد داخل الملعب.
الشارع الكروي لم يعد يطلب المعجزات، بل ينتظر رؤية واضحة، أداء يُحترم، وإحساسًا بأن هناك طريقًا يتم السير فيه، لا مجرد مشاركة تنتهي ببيانات اعتذار.
الخلاصة :
حال الكرة المصرية اليوم يدعو للقلق أكثر مما يدعو للغضب. الإخفاقات المتتالية كشفت حجم الفجوة بين الطموح والواقع، وبين تاريخ ثقيل وحاضر مرتبك.
تبقى أمم إفريقيا اختبارًا حقيقيًا، ليس فقط للنتائج، بل لقدرة الكرة المصرية على استعادة شخصيتها ..أو استمرار الدوران في نفس الحلقة المفرغة.









