✍️ تحليل: محمد محمود
في خطوة لافتة، أصدر نادي ريال مدريد بيانًا رسميًا جديدًا يقطع به الشك باليقين، مؤكدًا أن الفريق لم يفكر مطلقًا في الانسحاب من نهائي كأس ملك إسبانيا، رغم حالة الغضب التي سادت بسبب تصريحات الحكام المعيّنين للمباراة، والتي سبقت النهائي بـ24 ساعة فقط.
تصريحات الحكام تثير العاصفة
المشهد بدأ بتصريحات عاطفية من حكم المباراة دي بورجوس، الذي تحدث بحرقة عن الإساءات الإعلامية التي طالته هو وزملاءه، وأجهش بالبكاء خلال المؤتمر الصحفي، وسط تضامن من حكم تقنية الفيديو فويرتيس. هذه التصريحات خرجت عن السياق المعتاد، وأثارت الشكوك حول حياد طاقم التحكيم، خاصة في مباراة بحجم نهائي الكأس.
ريال مدريد: لا انسحاب.. ولكن نرفض التلطيخ
البيان الجديد للنادي الملكي جاء بلغة واضحة وقوية، ينفي فيه تمامًا أي نية للانسحاب، لكنه يتمسك في الوقت نفسه بحق النادي في الدفاع عن سمعته وقيمته. البيان وصف التصريحات التحكيمية بـ”المؤسفة وغير اللائقة”، مؤكدًا احترامه لمشجعيه الذين سافروا إلى إشبيلية أو يخططون للحضور. كما شدد على ضرورة أن تسود “قيم كرة القدم”، في رسالة تحمل دعوة للهدوء، دون التنازل عن كرامة النادي.
الاتحاد الإسباني.. بين الإنكار والارتباك
رغم الغليان، يرفض الاتحاد الإسباني فكرة استبعاد الطاقم التحكيمي، متمسكًا باستمرار دي بورجوس في قيادة النهائي، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جاهزية الحكام نفسيًا للمباراة، ومدى تأثير التصريحات والانفعالات على قراراتهم داخل الملعب.
مقاطعة البروتوكولات.. احتجاج صامت
رد ريال مدريد لم يقتصر على البيان فقط، بل ترجم اعتراضه عمليًا بمقاطعة العشاء الرسمي والمؤتمر الصحفي وعدم خوض المران المقرر، وهو سلوك احتجاجي محسوب يعبر عن الغضب دون الوصول لمرحلة التصعيد الحاد، أو التهديد بالانسحاب.
هل تُقام المباراة وسط هذه الأجواء؟
حتى الآن، كل المؤشرات تؤكد إقامة المباراة في موعدها، لكن أجواء التوتر ستبقى حاضرة، ليس فقط على العشب الأخضر، بل في كل لمسة وصافرة ومراجعة فيديو.
الخلاصة: النهائي في خطر من حيث المعنى لا الموعد
ريال مدريد قد يلعب النهائي، لكن قيمته الرمزية باتت على المحك. فإذا كانت كرة القدم تُبنى على الحياد والنزاهة، فإن ما جرى قبيل النهائي يجب أن يدفع جميع الأطراف لإعادة تقييم علاقة الأندية بالحكام والإعلام، حفاظًا على ما تبقى من روح التنافس النظيف.