في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تعيشها الكرة الليبية، تحوّل الدوري الممتاز من بطولة رياضية إلى ساحة لتصفية الحسابات وصراع النفوذ بين إدارات الأندية، في ظل اتحاد ليبي ضعيف عاجز عن فرض هيبته أو حماية سمعة المسابقة.
ما جرى في مباراة الأهلي طرابلس والهلال لم يكن مجرد سوء تنظيم أو خطأ تحكيمي، بل كان مهزلة مكتملة الأركان هزّت ثقة الشارع الرياضي. تجاوزات داخل وخارج الملعب، غياب للانضباط، وضغوط من مسؤولين وأطراف نافذة للتأثير على مجريات الأمور.
المصادر المقربة من بعض الأندية تؤكد أن النفوذ السياسي والمالي أصبح اللاعب الخفي في كل جولة، وأن الاتحاد الليبي لكرة القدم فقد زمام المبادرة، مكتفياً بدور المتفرج أمام تجاوزات لا تمر في أي دوري محترم.
النتيجة واضحة: كرة القدم الليبية تخسر يومياً ما تبقى من سمعتها، والجماهير التي كانت تملأ المدرجات فقدت الثقة في عدالة المنافسة. وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن الدوري الليبي لن ينهار فقط، بل سيفقد أهميته أمام الجماهير وحتى أمام اللاعبين أنفسهم.