في منتصف الستينيات، نُشر مقال للكاتب المصري المعروف «أنيس منصور»، أكد خلاله أن نادي سموحة، الذي يقع في أحد أعرق بقاع الإسكندرية، هو أكبر نادٍ في العالم من حيث المساحة -«500 فدان» في ذلك الوقت، لم يكن يعرف منصور أن أحدهم سيتولى رئاسة هذا النادي بعد حوالي 30 عامًا من تاريخ المقال، ليكون الشخصية الرياضية الأبرز في مصر.
في فبراير من عام 1997، أصدر رئيس مجلس الوزراء المصري آنذاك، كمال الجنزوري، قرارًا بحل مجلس إدارة نادي سموحة، وتعيين المهندس محمد فرج عامر، رئيس مجموعة «فرج الله» الصناعية، أو كما وصفته شبكة سكاي نيوز أنه قطب الطعام المصري.
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى تم حل لجنة عامر المؤقتة بحكم قضائي، لكنها لم تكن إلا بداية لتاريخ طويل وحافل مع النادي السكندري، يمكن أن نعتبره تاريخًا موازيًا وواصفًا لأحداث الرياضة المصرية خلاله. لكن كيف تكونت أسطورة فرج عامر الرياضية؟
لم يخرج تاريخ عامر الرياضي عن كونه لاعبًا، أو بالأحرى بطلًا، بألعاب القوى في فترة الستينيات، وهي لعبة مظلومة في الأوساط المصرية والإعلام الرياضى ، وذلك قبل أن يقتحم المجال الصناعي ويصبح واحداً من أهم وأبرز رجال الصناعة والتجارة الخارجية في مصر كما أن مجموعته الاقتصادية الناجحة ذات شهرة عالمية في الأوساط الأوروبية والعربية كذلك.
لكن على ذكر مجموعة فرج الله ونجاحها الهائل اقتصاديًا، ألا تشعر بأي تقارب بين ما تُقدمه هذه المجموعة مع ما يُقدمه فرج عامر في كرة القدم المصرية؟ أو لنكون أكثر دقة، مع ما تقدمه كرة القدم المصرية للجميع أصلًا؟ فرج عامر استطاع أن يصنع نجوم داخل الكرة المصرية والعربية واصبح من صناع السعادة لمحبي كرة القدم .
يؤكد عامر أنه كان يحب الحصول على مبلغ نظير الاجتهاد في العمل، وكلما تضاعف الجهد يُضاعف المقابل والعكس صحيح، لكنه لم يجد ذلك في عمل العائلة ولا في الهندسة، فقرر تكوين عمله الخاص. والبداية كانت بيع منتج من الخردة المهملة لأحد أساتذته في كلية الهندسة مقابل 45 جنيهًا مصريًا، منجزًا أول استثماراته. ربح عامر من هذه العملية 45 جنيهًا، لأنه ببساطة حصل على الخردة مجانًا.
يتبع عامر سياسة غير تقليدية في كل عمله الاقتصادي تقريبًا، يكفيك أن تُدرك أن منتجًا مثل «برجر فرجللو»، الذي يملك سمعة جيدة كافية عند المستهلك المصري، هو المنتج الأول والأساسي لسلسة مطاعم عالمية مثل «ماكدونالدز».
وكان عامر يتبع نفس السياسة فيما يخص لاعبي نادي سموحة فلا يمكن أن يطلب أي نادٍ مصري أي لاعب في النادي السكندري دون أن يُغالي فيه فرج عامر بشكل مُبالغ فيه، والعجيب أنه ينجح في هذه المُغالاة ويحصل على ما يُريد بلا سبب واضح ربما لأنه تاجر شاطر . المغالاة دائمًا ما تكون في إطار حب عامر الشديد لهذا اللاعب وتمسكه به بشكل لا يمكن كسره بالتفريط، والنتيجة نعرفها جميعًا.
وفقًا لموقع ترانسفير ماركت، فإن نادي سموحة قد حصل على ربح صافٍ بقيمة 47 مليون جنيه مصري تقريبًا من عمليات بيع وشراء لاعبيه بداية من موسم 2015/2016 وحتى موسم 2020/2021. وفقًا لنفس الموقع، فإن الأهلي تخطت خسائره الـ100 مليون جنيه، بينما يقترب الزمالك من خسارة نحو 70 مليون جنيه.
منتج نادي سموحة من اللاعبين كان في عهد عامر يتميز بالجودة الكافية، ويملك حظوظ بيع لاعبيه للخليج كما فعل الأهلي والزمالك خلال السنوات الأخيرة، لكن يستطيع فرج الحصول على أعلى قيمة ممكنة من منتجه عبر تسويقه جيداً
فى عهد تولى عامر مسؤولية نادي سموحة، لم تفتح أي تحقيقات بشأن التعامل المادي والاقتصادي في النادي، بالرغم من الموارد الشحيحة للنادي وقت توليه المهمة، بدرجة جعلته يؤكد أن النادي من قبل كان خرابة.
أسباب تجعلك تحب فيسبوك من أجل متابعة صفحة المهندس فرج عامر لأنها تكاد تكون صفحة توثق الأحداث فتجد عليها القرارات الاقتصادية الهامة وتحولات القطاع الاقتصادي العالمي كما تجد عليها أخبار كروية من خلف الكواليس وربما تجد عليها انفردات إن كنت تعمل في المجال الإعلامي أو الصحافة الرياضية وربما تجد أيضاً نصائح وحكم نتيجة خبرات متراكمة وعمر مليء بالعمل الجاد والشاق والاستيفاظ مبكراً كما ستجد فيها ضالتك ان كنت تبحث عن روح الفكاهة والدم الخفيف الاسكندراني المتشبع بيود البحر وشط إسكندرية أما إذا كنت تريد متابعة الشأن الرياضى المصري أو العالمي فستجد تحليلات مختصرة ومقتضبة من عامر ذو الاهتمامات المتعددة وإذا كنت محبا للشعر وصلاح جاهين فستجد على الصفحة رباعيات جاهين وأقوال مأثورة أيضاً وأخيراً وليس آخرا ستجد في الصفحة نصائح للسوق العقاري والتطوير العقاري أيضاً نتيجة تأسيس مدينة سانتوريني العلمين أحد أجمل مدن ومنتجعات العلمين الجديدة التي يتم العمل فيها على قدم وساق وكل ما سبق يجعل من عامر مهندسا للسعادة في مصر.
حصل فرج عامر في عام 2018 على جائزة أفضل شخصية رياضية مُقدمة من مؤسسة الأهرام، وربما تزيد قيمة عامر يوميًا في الرياضة المصرية، ليس كونه كان رئيسا لنادي سموحة فحسب بل لأنه واحد من عشاق كرة القدم والساحرة المستديرة والتجربة أثبتت أن الإعلام الرياضي بكل قطاعاته يتسابق كل لحظة على نقل ونشر تصريحات عامر لأنه كاريزما ولا توجد حتى الآن كاريزما مثله سواء داخل نادي سموحه أو خارجه، يمكنك أن تتأكد من هذا الكلام عن طريق المتابعين على صفحة عامر والتي تعد أكبر صفحة من حيث المتابعين بين رجال أعمال مشاهير لكن لا يتابعهم أحد لأنهم ليس لديهم أي جديد، عودة المهندس فرج عامر لرئاسة نادى سموحه الرياضي الإجتماعي أعادت له الروح والحياة والنبض في القلب والوريد بعد أن كان سيموت اكلينيكيا في عام الضباب الأسود ولكن بعودة عامر فقد “عادت شمس سموحة الذهب وكل من خانوا العهد مع سموحة قد ذهبوا”.