الرياض – عبد الله الحرازي
على مشاهد تتويج فريق الهلال بكاس خادم الحرمين الشريفين بعد أيام سبعة من تتويجه بكاس دوري روشن تذكرت التفوق الهلالي الذي بدأ في العام 1986 عندما فاز الفريق ببطولة الدوري واعقبها ببطولة اندية الخليج كأول انجاز خارجي للفريق الأزرق، وفي ذلك الزمان كتبت موضوعا استعرض فيه انجاز الفريق وتفوقه، وتشاء الصدف أن ينشر الموضوع في مجلة الجيل التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب (وزارة الرياضة حاليا) بعنوان (شوارع الرياض زرقاء)!!
وقلت إذا كانت سماء الرياض زرقاء، فإن شوارعها أصبحت زرقاء، وعمائرها زقاء، واشجارها زرقاء، وسياراتها زرقاء، وحتى المصابيح زرقاء كنوع من المبالغة في الفوز الهلالي الذي أعقب خروج المنتخب السعودي من بطولة كأس الخليج خالي الوفاض، وهي الخسارة التي تسببت كذلك في اقصاء صاحب افضل وأول انجاز قاري سعودي ” كأس أمم اسيا ” المدرب السعودي خليل الزياني، وترتب على نشر الموضوع صدور قرار رسمي بمنعي من الكتابة في المجلة خصوصا وفي المطبوعات عموما لبضعة اشهر، وكانت التهمة الموجهة لي بأنني نقلت التعصب من الصحف اليومية الى مطبوعات رسمية ، رغم انني لست هلاليا، ويعرف أصحاب القرار والوسط الإعلامي ذلك ، وانني لست ممن يزرعون التعصب، والتطرف في الطرح الإعلامي لكنها كان حالة انطباع لانتصار بعد خسارة كبيرة، واصل بعده الفريق الهلالي مشواره في الملاعب من تفوق الى تفوق بلغ معه وصافة اندية العالم والتتويج بدوري الابطال الاسيوي عدة مرات، وعلى المستوى المحلي فاز هذا الموسم بكل الألقاب المتاحة له وسجل رقما قياسيا في عدد مرات الفوز( موسم بلاخسارة ) واعلى رقم من النقاط 96 نقطة ، وسجل لاعبوه 101 هدفا.
والواقع ان الفريق كان مرشحا لكسب البطولات قبل انطلاقة الموسم باعتباره فريق متكامل يسير وفق استراتيجية محدده يعمل على تنفيذها فريق اداري وفني فريد بين اقرانه في الدوري وفي مقدمتهم رباعي صندوق الاستثمارات العامة ، وبرهن الفريق الازرق على قوة شخصيته كبطل في نهائي كاس الملك الذي كسبه من امام الغريم التقليدي النصر بتسعة لاعبين بعد طرد قلبي دفاع الفريق، البليهي، وكوا ليبالي وفق عوامل أساسية ثلاثة هي قوة الشخصية كفريق بطل لا يهتز عند الملمات، وذكاء مدربه جيسوس في التحكم بزمام الأمور وادارة دفة العمل دون خلل في الفريق ودون تضجر من اللاعبين، والعامل الأخير كان الحارس ياسين بونو والذي كتبت عنه موضوعين ابان كأس العالم في قطر، كان احدهم بعنوان
( ياسين على بونو ياسين) بمساهمته الفاعلة في قيادة منتخب المغرب الى افضل نتيجة لفريق عربي في كاس العالم حتى الان، في حين ان النصر بقيادة الأسطورة العالمي رونالدو لم يستغل الظروف الفنية والنفسية التي صاحبت المباراة ليشارك في حصاد الموسم، وذرف بدلا من ذلك دموع الحسرة على ضياع اثمن الفرص النصراوية لان الفريق النصراوي كان الأفضل في المباراة، وكل ما في الملعب يناديه لكي يكون بطلا، الا تعجل رونالدو في البحث عن الأهداف حتى ان وقع في مصيدة التسلل الهلالية مرات عديدة ضاعت معها فرص فوز النصر، والسلام ختام .