في زمنٍ تغيّرت فيه الكثير من القيم داخل الوسط الرياضي، يظل اسم الكابتن شوقي غريب علامة فارقة، ورمزًا نادرًا للالتزام والصدق واحترام الكلمة.
سنوات طويلة قضاها غريب داخل الملاعب وخارجها، لاعبًا، ومدربًا، ومسؤولًا، دون أن تُسجَّل عليه واقعة إخلال بوعد أو تراجع عن اتفاق.
شوقي غريب ليس مجرد اسم عابر في تاريخ الكرة المصرية، بل هو أحد أبناء الجيل الذهبي الذي تعلّم معنى الانضباط والالتزام الكروي، قبل أن يصبح أحد أعمدته.
شوقي غريب ، لاعب دولي حمل شارة المنتخب، ومدرب وطني خاض تجارب صعبة في أصعب التوقيتات، ولم يبحث يومًا عن شماعة يعلّق عليها الإخفاق.
ما يميّز شوقي غريب عن غيره ليس فقط تاريخه الكروي، بل شخصيته الإنسانية..و من تعامل معه عن قرب يدرك جيدًا أنه رجل يزن كلماته، وإذا وعد أوفى، وإذا اختلف احترم، وإذا رحل ترك سيرة طيبة قبل أن يترك منصبًا.
شوقي غريب نجح في العمل مع المنتخبات الوطنية في ظروف معقدة، وتحمّل الضغوط دون صخب أو افتعال أزمات، مؤمنًا بأن خدمة الكرة المصرية شرف لا يُقاس بالنتائج فقط، بل بالنية والعمل والإخلاص.
في وسط امتلأ بالمصالح وتغيّرت فيه المبادئ، يبقى شوقي غريب نموذجًا للمدرب المحترم، الذي قد تختلف أو تتفق معه فنيًا، لكنك لا تستطيع أبدًا أن تشكك في نزاهته أو صدقه أو وطنيته.

ولهذا، لا غرابة أن يجمع من عرفوه على حقيقة واحدة:
شوقي غريب.. كلمة شرف حقيقية في زمن نادر فيه أصحاب كلمة الشرف
ويكفي شوقي غريب فخرًا أنه كان كابتنًا لمنتخب مصر، وهو شرف لم ينله إلا القليلون، خاصة من أبناء محافظات مصر خارج العاصمة و حمل شارة القيادة للمنتخب الوطني عن جدارة، في زمن كانت فيه الشارة لا تُمنح إلا للاعب صاحب الشخصية القوية، والانضباط، والاحترام داخل وخارج الملعب.
كان شوقي غريب نموذجًا للاعب القائد، الذي لا يعلو صوته إلا في الملعب، ولا يتقدم خطوة إلا وهو يضع اسم مصر فوق أي اعتبار و لم يكن قائدًا بالنجومية فقط، بل بالعطاء والالتزام والقدرة على احتواء زملائه، وهو ما جعله محل ثقة كل الأجهزة الفنية التي عملت معه.
ومن محافظةٍ الغربية ومدينة المحلة، خرج شوقي غريب ليؤكد أن الموهبة والقيادة لا تعرف عنوانًا جغرافيًا، وأن أبناء الأقاليم قادرون على الوصول لأعلى المناصب داخل الكرة المصرية، وقيادة منتخب بلادهم في أكبر المحافل.
لهذا، حين يُذكر اسم شوقي غريب، لا يُذكر فقط كمدرب أو لاعب سابق، بل كأحد القلائل الذين حملوا شارة كابتن منتخب مصر من خارج العاصمة، وتركوا سيرة تسبق أسماءهم، واحترامًا لا يسقط بمرور الزمن.











