إذا كان لكل صحفي أستاذ فهو أستاذي.. وإذا كان لكل صحفي معلم تشرب على يديه المهنة فهو معلمي، وإذا كان لكل صحفي مدرسة تخرج فيها فأنا أفخر أنني، خريج مدرسة الكاتب الصحفي الأستاذ سمير الجمل .. الكاتب الصحفي متعدد المواهب.. المثقف صاحب المشروع.. خريج الهندسة الذي ترك العمل بها من أجل محبوبته الصحافة .. عرفه الجمهور صحفي وكاتب وسينارست وشاعر غنائي، وعرفته اب ومعلم وداعم ومساند، بلغة الصحافة صحفي من طراز رفيع، وبلغة الهندسة «صنايعي يقدر يعمل من الفسيخ شربات»، وبلغة الفن مبدع معجون بالصحافة.. يقدر في دقائق يقدم لك منتج صحفي مميز .. ملك السرد .. حريف في صناعة العنوان.. «اسطى في ربط الحواديت والأحداث» .. ويجيد اختيار زوايا موضوعاته بشكل مبهر ومختلف.
صفوت عمرانذات يوم .. تزامنت ذكرى وفاة عبدالحليم حافظ، مع الغضب الشعبي المصري والإسلامي ضد الدنمارك بسبب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأن أسرته كانت بتحيي الذكرى في منزله كل عام وسفارة الدنمارك تصادف أنها في نفس العمارة بحي الزمالك، فقد تم منع الاحتفاء بالذكرى لأسباب أمنية، فكان عنوان الاستاذ: «الدنمارك تطرد العندليب من منزله» .. ثم عنوان أخر «منع الاحتفاء بذكرى عبدالحليم حافظ بسبب الرسوم المسيئة للرسول».
من أجمل الأشياء في حياتي، المهنية.. أني تعلمت أصول الصحافة علي يد الكاتب الصحفي والناقد الفني الأستاذ سمير الجمل.. أحد رموز ما يمكن تسميته بـ«مدرسة الصحافة الأخلاقية» .. علمني أن الصحافة أخلاق وقيم وتأثير في العقل والقلب والوجدان.. أول من عرفني يعني أية صحافة أخلاقية؟!.. أن صحافة النميمة والفضائح التي تمس سمعة الناس سقطة لا تغتفر.. وأن الصحفي قائد رأي عام وليس لص اعراض .. ينتقد ولا يسئ.. يكشف الحقائق ولا يفضح .. يحارب الفساد ولا يشهر بسمعة العائلات والأسر.
علمني أن أكون صاحب رأي فيما اكتبه، أو انقله وليس مجرد شريط كاسيت بلا رؤية، وذات مرة قال لي: «الصحفي لا بد أن يكون له رؤية ورأي فيما يكتبه وإلا كنا بعتنا أي شخص بجهاز كاسيت يسجل ما يقال ويفرغه للنشر» .. علمني أن قيم الحق والخير والجمال جوهر رسالة الصحافة فهي رسالة للتثوير والتنوير .. علمني أن أخوض معاركي بشرف وألا أتنازل عن مبادئي مهما كلفني الأمر.. وأن الأشخاص هم من يضيفون للمناصب والمواقع وليست المناصب التي تضيف لهم.. وأن الصحفي المميز يتفوق في أي ملف صحفي يتولى تغطيته.. وأن القائد من يدعم ويساند ويدافع عن الذين يعملون معه ثم بعد ذلك يعلم ويوجه ويحاسب إذا اقتضى الأمر.
تركت العمل تحت إشرافه منذ سنوات طويلة، لكني مازلت ممنون له، ومقدر كل ما فعله لأجلي.. كل حرف وكل كلمة وكل نصيحة وكل توجيه وكل درس تعلمته منه .. كل دعم وكل مساندة وكل تشجيع قدمه لي .. ثقته بي وتقديره لموهبتي وصناعة اسمي وسعيه الدائم من أجل تعييني حيث كان صاحب الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى.. افضال سوف تظل عالقه في قلبي وعقلي إلى يوم الدين .. شكراً أستاذي الكاتب الصحفي الكبير، والسيناريست والناقد الفني سمير الجمل شكراً جزيلاً علي ما قدمته لي في بيتي جريدة “الجمهورية” من قيم مهنية وصحفية وإنسانية .. ربنا يبارك في عمرك وعملك وفي اسرتك ويديمك نعمة في حياة كل من يعرفك.