لم تكتفي بطولة كأس العالم بكونها البطولة الأهم في العالم، والتي ينتظرها الجميع كل أربعة أعوام، بأحداثها المثيرة والمتعة الكروية التي تحملها للجماهير، وسطوع نجوم وانهيار نجوم آخرين، بل عوّدت الجماهير على ألّا تخلو من الأحداث الطريفة التي تتحول إلى قصص وروايات تتناقلها الأجيال بمجرد سماع اسم كأس العالم، أو عند اقتراب انطلاق البطولة التي تحمل كثيرًا من الذكريات واللحظات التي لا تنسى لعشاق المستديرة.
وبشكل عام، فإن اللحظة الغريبة أو الطريفة التي قد تثير الضحك لدى البعض، هي مجرد ثوانٍ ارتجالية تتوقف عندها عقارب الساعة، لتشكيل ذكرى محفورة في الأذهان، ويتفاوت الأمر حول طبيعتها أو مدى تأثيرها، ولكن عندما يتعلق الأمر بكأس العالم، فإن اللحظات المونديالية الطريفة هي كتاب مفتوح لا تنتهي أحداثه مرورًا بـ 21 نسخة ماضية منذ انطلاق البطولة في عام 1930.
سلسلة طرائف مونديالية
طرائف مونديالية. هي سلسلة نقدمها، قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، والتي سوف نستعرض خلال حلقاتها أبرز القصص واللحظات الطريفة على مر تاريخ بطولات كأس العالم؛ مما يعيد أذهان الجماهير لذكريات بارزة ومميزة ترّد إلى ذاكرتهم مباشرةً بمجرد سماع المونديال أو عند سماع أو تذكر أسماء الشخصيات المُشكلة لهذه الأحداث واللحظات التاريخية.
الحلقة السادسة من سلسلة طرائف مونديالية
يتعلق الأمر بالعقدة المصرية الشهيرة في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، حيث وصل منتخبنا الوطني إلى المونديال في 3 مناسبات، كان آخرها مونديال روسيا 2018، الذي سبقه عقدة 30 عامًا من فشل الفراعنة في التأهل إلى أي نسخة كأس عالم في هذه الفترة، ولكن لا بد أن تكون هناك بصمة خاصة لأبناء النيل في البطولة الأهم بتاريخ كرة القدم رغم ندرة المشاركات، وهو ما حدث في مونديال 1990.
كان بطل المشهد الارتجالي في هذه اللحظة، أحمد شوبير حارس مرمى منتخب مصر الوطني السابق، والذي حرس عرين الفراعنة في مونديال إيطاليا 1990، حيث أظهر تكتيكًا جديدًا في عالم كرة القدم، جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم ربما ينتبه إلى أحد الثغرات في طريقة لعب المستديرة؛ ليغير أحد قوانين الكرة، بعد مباراة منتخب مصر ضد آيرلندا في المحفل المونديالي الذي أثارت جدلًا كلاميًا كبيرًا.
شوبير يستغل تأهل مصر النادر لـ كأس العالم.. ويغير قوانين الكرة
وفي مونديال 1990، كان حارس المرمى يستطع إمساك الكرة بيديه رغم عودتها من المدافع زميله في الفريق بالقدمين؛ ليستغل شوبير وهاني رمزي هذه المسألة لتمرير الكرة من الدفاع إلى حراسة المرمى 32 مرة خلال مباراة آيرلندا؛ لتنتهي المباراة بالتعادل، ويصفها غالبية المشجعين بأنها قد تصنف كونها المباراة الأكثر مللًا في تاريخ كرة القدم.
تسبب ما حدث في مباراة مصر ضد آيرلندا في المونديال الذي أقيم بإيطاليا عام 1990 في جدل كبير بين الجماهير ومسؤولي الفيفا، حيث لفت ما فعل شوبير أنظارهم إلى أن قانون إعادة الكرة من المدافع إلى حارس المرمى يفسد متعة كرة القدم، ويسبب إهدار للوقت؛ مما قد يضع المشاهدين في حالة كبيرة من الملل حال تطبيق أي منتخب وطني أو فريق لهذا التكتيك الغريب الذي لم يكتشفه فيفا سوى عبر منتخب الفراعنة في ظهوره المونديالي النادر، والذي كان الثاني تاريخيًا وقتذاك.
رغم الظهور النادر، إلا أن بصمة الفراعنة، وعلى رأسهم أحمد شوبير بطل هذا المشهد، جعل الفيفا ينظر في قانون إعادة الكرة إلى حارس المرمى؛ ليجعلها متاحة في حالات معينة، وليس عمدًا إطلاقًا، ومن بينها إعادة الكرة عن طريق ضربة الرأس، ووصول الكرة إلى حارس المرمى عقب لمسها قدم المدافع دون قصد كاسثتناء للحالة في القانون الجديد الذي تم إسدال الستار عنه عقب أشهر معدودة من مونديال 1990.