اصبح المنتخب المصري لكرة القدم ثاني الفرق العربية المرشحة للفوز بكاس أمم افريقيا ثاني المغادرين بعد الجزائر ، وبخروجه سيواجه الفريق بسيل جارف من الانتقادات، التي قد يصل بعهضا الى التجريح وتوجيه الاتهامات لهذا او ذاك، وكمراقب من بعيد للمشهد الافريقي عموما والمصري خصوصا أرى ان الخروج من ثمن النهائي كان نتاجا طبيعيا لما قدمه الفريق من مستويات في الأدوار التأهيلية للبطولة والتي لم تكن مقنعة لاقرب المقربين من الفريق فقد كانت خطوات اللاعبين في ارض الملعب متثاقلة ، وروح اللاعب المصري القتالية التي عرف بها من قبل غائبة الى حد كبير، مما يعني ان التهيئة الفنية والنفسية للفريق كانت دون المأمول من قبل الجهازين الفني والإداري.
نعلم جميعا ان المتنافسين في البطولات المجمعة ككاس العالم، أمم اسيا، افريقيا، أوروبا وغيرها يكون الحضور بالعشرات 24 فريقا فما فوق يأتون الى البطولات بطموح ورغبات متفاوته، ومن خلال المعترك تبدأ الفرق بالسقوط كاوراق الخريف فلايبقي الا فريقا واحدا يكون هو البطل وعريس الحفلة الكبرى، وتتفاوت حالات الخروج من خلال مايقدمه كل فريق، فهناك المتواضع أداء، والمقبول، وغير المحظوظ كما هو حال منتخب الجزائر الذي قدم مستويات جيدة لكنه يترجم الأداء بالنتائج، وهناك من حضر باسمه ولم يبهر بفعله كالمنتخب المصري والذي جسد لنا صورة عن حال الرياضة المصرية عموما، فما تحقق لها في السنوات القليلة الماضية لايتناسب مطلقا مع قدرات البلاد وإمكانات شبابها ورياضييها، فهناك من اتى من بعدها بعقود زمنية وتفوق عليها لانه سار على خطط رسمت الأهداف بدقه، وترجمها العمل الجاد البعيد عن العشوائية، والمجاملات الى نتائج تتغنى بها الشعوب.
ومن هذا المنطلق أرى ان على الرياضة المصرية ان تتحرر من الوهن الإداري الذي أصابها في العقود الماضية بفكر جديد يرسم خطى المستقبل، بعيدا عن التقليدية في العمل، وتناسي الماضي والتغني به لانه لايصنع المستقبل ، ولا يحقق قصب السبق في أي ميدان، وانما العمل الجاد والشفافية في الطرح بعيدا عن المجاملات، وان تكون قوة الأندية لخدمة المنتخبات وسندا لها، لا ان تكون المنتخبات سندا للاندية، وحال الكرة الإنجليزية خير مثال، قوة في الأندية، غياب في المنتخب، والله من وراء القصد .