انطلقت مساء امس على ارض الكويت النسخة الـ 26 لدورة كاس الخليج لكرة القدم ، هذه الدورة التي يعود لها الفضل فيما تحقق للرياضة الخليجية والعربية في العقود الماضية ، فقبل البطولة التي انطلقت من البحرين عام 1970 لم تكن هناك ملاعب حديثة ، لكنها لم تنه الجولة الأولى في دول المنطقة الا وقد أقيمت لها ملاعب خاصة يتقدمها ستاد الملز بالرياض ، وحمد بن خليفه في قطر، الشيخ زايد في ابوظبي، السلطان قابوس في عمان ، ملعب الشعب في بغداد، وقبل ان تبدأ جولتها الثانية كانت المنتخبات الخليجية قد اعتلت الهرم الاسيوي بحصول الكويت على كاس اسيا 1980، ووصول الأزرق صاحب الرصيد الأعلى من القاب كاس الخليج الى أولمبياد موسكو، 1980، وكاس العالم اسبانيا 1982، ومنه تسلم الأخضر السعودي الراية بالحفاظ على كاس اسيا في دورتين متتاليتين، وثالثة عام 1996 ومن ثم الوصول كاس العالم 1994 في أمريكا ، وما ان عرف الأخضر هذا الطريق حتى واصل المسير فيه بكل اقتدار، ولم يغب عن البطولة العالمية طيلة الثلاثين سنة الماضية سوى مرة واحدة ” جنوب افريقيا 2010 ” وتخلل الرحلة وصول العراق لنهائيات مونديال المكسيك 1986، والامارات إيطاليا 1990، وفوز قطر بكاس أمم اسيا مرتين، والعراق مرة واحدة ، 2007، والاهم من هذا وذاك ان الدورة استمرت في تفجير طاقات شباب المنطقة طموحا في التربع على القمة الاسيوية ، والمشاركة الدائمة في المونديال حتى تمكنت قطر من استضافة وتنظيم مونديال 2022 في نسخة مثالية ، وتاريخية ، رفعت سقف الطموح السعودي لاستضافة بطولة 2034 وبرقم قياسي من منتخبات العالم 48 فريقا.
وبالعودة الى المنشآت الرياضية شيدت 27 منشئة رياضية على ضفاف الخليج واليمن بفضل دورة الخليج ، وقدمت دول المنطقة وفي طليعتها قطر مجموعة من الملاعب الحديثة في كاس العالم الماضية أصبحت انموذجا لملاعب كرةالقدم في العالم ، ولن يفوق مواصفاتها وتجهيزاتها سوى الملاعب الـ 15 التي تعدها السعودية لمونديال 2034 التي ستكون متفردة ، ومن خلال الرحلة برزت عدة قيادات خليجية تركت بصماتها على ادراة كرة القدم العالمية من تواجدها في هرم الاتحاد الاسيوي ، واللجنة التنفيذية للفيفا ، ولازالت الرحلة مستمرة والهدف قائم كلما بلغنا قمة تطلعنا للتي بعدها حتى نصل عنان السماء .
فاهلا بكاس الخليج بطولة المعالم والمكارم .