لعلها المرة الأولى في تاريخ كرة القدم الآسيوية والأفريقية التي تقام فيها بطولتي الأمم الاسيوية والأفريقية ،في ان واحد ، الأولى في عاصمة الرياضة العربية الدوحة والثانية في ساحل العاج، وهذا ما جعل الجمهور العربي من المحيط الى الخليج يعيش على حلم واحد ان يكون فارس البطولتين فريق عربي حيث تتواجد منتخبات ، الأردن، الامارات، البحرين ، السعودية، فلسطين، قطر، وعمان في الدوحة، وتونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا في ساحل العاج، وحتى منطقيين فإن الحلم العربي يتركز على منتخبات السعودية ، وقطر فيما يخص كاس اسيا حيث سبق للأول الفوز بالبطولة 3 مرات والثاني مرة واحدة،و الصورة لا تبدو واضحة عما اذا كان هذا الثنائي قادرا على تحقيق المراد رغم البداية الطيبة، اما بقية الفرق فان خطها البياني يتوقف عند المراحل الاقصائية الأولية ، وعلى الجانب الاخر فان الآمال العربية معقودة على منتخبات المغرب (نجم كاس العالم قطر 22) ثم الجزائر ومصر ولكل واحد منهم صولات وجولات مع بطولته القارية لكن المنافسة شديدة جدا، ولست هنا بصدد الحديث عن البطولتين وفرسانها المقبلين بل عن صناعة الابطال وفي مقدمتهم منتخب اليابان الذي كانت الدوحة أولى مشاركاته في كاس أمم اسيا عام 1988 وخرج من الدور التمهيدي ليتوج بعد سنوات اربع باللقب لأول مرة ، ورغم انه فقد اللقب عام 1996 وكسبه المنتخب السعودي الا ان الفريق عاد وتسلم الكاس في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2000،وحافظ على اللقب عام 2004 بالصين، وفقده عام 2007 لكنه حل رابعا، ثم استعادة عام 2011 بقطر أيضا، وفي النسخة الماضية كان الوصيف، كما لعب في ربع النهائي مرتين عام 1996 و2015 ، وهذا يعني ان الفريق كان حاضر في المربع الذهبي في ست نسخ من البطولة كتأكيد على نجاع خطة العمل التي تسير عليها الكرة اليابانية.
وتفوق الكرة اليابانية في الساحة الاسيوية، هو استمرار لنهج سارت عليه اليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمتها النكراء حيث وضعت البلاد استراتيجية، للخروج من اثار الحرب والصعود في سلم التطوير، حتى تكون الأولى في العالم أو واحدة من بين أفضل خمس تطورا في العالم وذلك على النحو التالي:
في عام 1950 وضعوا خطة عشرية تصبح فيها البلاد الأولى في صناعة النسيج ونجحوا في ذلك
في عام 1960 كانت الخطة ان تصبح اليابان الامة الأولى في العالم في انتاج الفولاذ رغم انه لا يوجد في البلاد مناجم للحديد وكانوا يستوردون الخام
في عام 1970 كانت الخطة ان تكون البلاد الأولى في العالم في صناعة السيارات وتحقق ذلك
في عام 1980 كانت الخطة ان تكون اليابان الأولى في العالم في انتاج الالكترونيات وتحقق مرادهم
وحافظوا على مكتسباتهم رغم صعود نجم دول مثل الصين وكوريا الجنوبية والهند في مختلف المجالات ولاسيما الصين التي أتت بما لم يأت به الأوائل في كل شيء الا كرة القدم مازالوا متأخرين وفي هذا سر، كما هو حال أمريكا المتفوقة في كل شيء قبلهم كلهم وكانت قدوتهم الا في كرة القدم لازالت متأخرة.
فمن من الدول العربية وضعت مثل هذه الاستراتيجيات للنهوض بمجتمعاتها لاسيما وان اغلبها يمتلك المقومات الأساسية مثل الثروات، والبشر، وغيرها .
لدينا الان تجربة سعودية تبشر بالخير لتميزها بالطموح ولديها الإمكانات جميعها، والاهم من ذلك انها بدأت من حيث انتهى الاخرون، في كل المجالات، وسيتم الحكم على المسيرة الرياضية من كأس اسيا 2027، والألعاب الاسيوية 2026.
التجربتان الإماراتية والقطرية، ناجحتان في جوانب عدة لكن التركيبة السكانية للبلدين يحد كثيرا من اكتمال الحلم.