تعود علاقتي بالحماس الكروي إلي أواخر السبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي حينما كان عنفوان الشباب يسرى في الوتين، ومع مرور السنين والاندماج اليومي في العمل الإعلامي الرياضي اخذت وتيرة الحماس تفتر حتى وصلت مرحلة السكون التام ، فكنت اشاهد المباريات كلها بنظرة واحدة ، فلا يهمني من يكسب ومن يخسر، وفي اخر المطاف ابارك للفائز، واسلي خاطر الخاسر من الجماهير واللاعبين والاداريين ببعض الكلمات جبرا للخواطر.
لكنني في بطولة أمم أوروبا الأخيرة ” يورو 2024 ” في المانيا استعدت شيئا من الماضي وشجعت عددا من المنتخبات ومن بينها اسبانيا ضد منتخبات المانيا، فرنسا، بريطانيا التي حاولت مع حكوماتها افساد فرحتنا العربية بتنظيم ” قطر لمونديال 2002 ” عندما أتت تلك المنتخبات الى الدوحة وفي نيتها ومقصدها افساد الفرحة الكبرى للبطولة التاريخية بالترويج لاخر فضائح هذه المجتمعات الغير اخلاقية حاملة شعار ” المثلية ” الهادمة لكل القيم والمبادئ، ولم تتوقف حكومات هذه المنتخبات وغيرها عند هذا الحد من الكراهية للعرب خصوصا والمسلمين عموما، فكان دعمهم الصريح للابادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء غزة وصمة عار لم ولن يشهد لها التاريخ مثيلا ، مع ان شعوب هذه المنتخبات اكانت كثر وعيا وادراكا، وإنسانية فرفضها لما يحدث في غزة الابية ومواقفها الإيجابية المتجددة والرافضة لتصرفات حكوماتها.
ومن هذا المنطلق ذهب صوتي، وجاشت مشاعري حبا لكل الفرق التي كانت مع الحق، وشاءت الاقدار ان يكون البطل وفارس الختام فريق نحبه ويحبنا، وتربطنا صلات قربي فالدماء العربية تجري في أجساد عدد غير قليل من الاسباني الذين تنبعث من وجناتهم ثرات الحياء والخجل لكل ماهو مخالف للشرائع، والقيم، كما ان تاريخهم يحكي صفحات من قصص الحضارة الإسلامية في بلاد الاندلس التي انارت لاوروبا طريق التقدم والازدهار، ولان موقف الاسبان مع العرب والفلسطينيين في هذا الزمان كان مشرفا حكومة وشعبا، وفي المباراة الأخيرة ظلت لعنة الفشل في كسب البطولة تطارد منتخب الدولة البغيضة بريطانيا المصائب في عالم اليوم ، فيما أضاف الاسبان لسجلهم نجمة رابعة تبرهن على التفوق الرياضي والأخلاقي.