النصر ليس مجرد نادٍ سعودي… إنه كيان عريق صنع المجد وساهم في رسم ملامح الكرة السعودية لعقود طويلة، من ماجد عبد الله إلى الهريفي، ومن البطولات المحلية إلى الحضور القاري والدولي، ظل النصر اسماً يرتجف أمامه الخصوم، ويقف له التاريخ احترامًا.
لكن ماذا عن الحاضر؟
هنا تبدأ الحيرة، وتنهال التساؤلات :
الإمكانات؟ متوفرة.
الميزانية؟ تُعد من الأعلى.
النجوم؟ من طراز عالمي.
الجماهير؟ أوفياء لا يغيبون.
فأين المشكلة إذن؟
في كل موسم تتكرر القصة:
بداية نارية، ووعود صاخبة، وإعلام لا يكف عن الحديث عن “الجيل الذهبي” و”عودة العالمي”… ثم فجأة، يتحول كل شيء إلى صمت ثقيل، وسيناريو مكرر من الإخفاقات، وتبديل المدربين، وإلقاء اللوم يمينًا ويسارًا.
هل المشكلة في الجهاز الفني؟
ربما، لكن كم مدربًا رحل؟
هل في الإدارة؟
تبدلت أكثر من مرة.
هل في اللاعبين؟
الصفقات باهظة، والأسماء لامعة.
الحقيقة أن النصر يعاني من شيء أعمق:
غياب مشروع رياضي مستقر وواضح المعالم.
فكل إدارة تبدأ من الصفر، وكل موسم يبدأ وكأن ما قبله لم يكن. لا تراكم خبرات، ولا استقرار فني، ولا رؤية تمتد لسنوات.
والنتيجة؟
إحباط جماهيري، وتفريط في الألقاب، رغم أن المنافسين ليسوا بالضرورة الأفضل، لكنهم الأكثر استقرارًا.
على النصر أن يراجع نفسه، لا في منتصف الموسم، بل منذ اليوم الأول.
أن يبني مشروعًا لا يعتمد فقط على الأموال والنجوم، بل على التخطيط، والانضباط، والاستقرار.
التاريخ لا يكفي وحده، والحب وحده لا يحقق البطولات.
النصر بحاجة إلى ما هو أكبر من الحنين… بحاجة إلى صحوة!