كان يوم الأحد الماضي في العاصمة القطرية الدوحة يومًا مميزًا، حيث تزينت السماء بشمس مشرقة ولفحت الأجواء نسمات باردة، لكنها حملت دفئًا خاصًا في القلوب، وسط أجواء من المحبة والسعادة التي ستظل خالدة في الذاكرة.
ربما كان هذا هو الشعور الذي انتاب الكوكبة المميزة من الرياضيين، الإداريين، الإعلاميين، ورجال العمل المجتمعي من مختلف أنحاء الوطن العربي، الذين اعتاد الاتحاد العربي للثقافة الرياضية تكريمهم على مدار السنوات الست الماضية، بجوائز متفردة تمنح وفق معايير تتجاوز حدود الإنجازات التقليدية، لتشمل الأداء، الأخلاق، والالتزام بالقيم الرياضية والمجتمعية.
معركة القيم أمام التعصب
إن الاتحاد العربي للثقافة الرياضية يخوض معركة شرسة ضد التعصب الذي أصبح منتشرًا عبر وسائل الإعلام المرئي، حيث يتم استغلال الرياضة لتحقيق نسب مشاهدة أعلى دون النظر إلى تأثير الكلمة على المجتمعات. فالرسالة الإعلامية أمانة عظيمة، ومن المؤسف أن البعض يتناسى مسؤوليتها، رغم أن الشباب هم مستقبل الأوطان وأساس بنائها.
ذكريات الدوحة.. محطات مشرقة
لدي في قطر ذكريات لا تُنسى، بدأت عام 1988 عندما زرتها لأول مرة برفقة المنتخب السعودي الذي كان يدافع عن لقبه في كأس آسيا، ونجح في الاحتفاظ بالكأس للمرة الثانية. يومها كانت فرحتي مضاعفة، بتحقيق الأخضر اللقب، وحصولي على جائزة “أفضل صحفي في كأس أمم آسيا” في استفتاء أجرته صحيفة “الراية” القطرية، وكانت هذه أول جائزة أحصل عليها في مسيرتي الإعلامية.
عدت إلى الدوحة مجددًا عام 1993، لتغطية التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، والتي كانت من أصعب التصفيات بسبب الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، ومع ذلك نجح الأخضر السعودي في تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل إلى مونديال 1994 لأول مرة. وكان لي نصيب من الفرحة بالسفر إلى أمريكا والمشاركة في تغطية الحدث العالمي للمرة الثانية، بعد أن حضرت مونديال 1990 بإيطاليا، وهي قصة سأرويها لاحقًا في مذكراتي.
التكريم في 2024.. تتويج لمسيرة حافلة
![أشرف صبحي يكرم عبد الله الحرازي](https://egyptscore.net/wp-content/uploads/2025/02/f21c81b1-056b-4c30-a4a1-1ca36a5674d2-1024x546.jpeg)
وهذا الأسبوع، عدت إلى الدوحة مرة أخرى، ولكن هذه المرة لاعتلاء منصة التتويج، حيث حظيت بشرف التكريم بجائزة الاتحاد العربي للثقافة الرياضية 2024 – فرع الإعلام، إلى جانب زملاء من قطر، العراق، تونس، والإذاعة السعودية. الحفل كان مبهرًا، بحضور وزراء الشباب والرياضة من مصر، فلسطين، ولبنان، إضافة إلى كبار المسؤولين في جامعة الدول العربية، وبرعاية وزير الشباب والرياضة القطري.
شكراً للدوحة.. وشكراً لأصحاب الفضل
كان من الرائع أن يُقام الحفل في منطقة “سباير”، التي تعد رمزًا للتفوق الرياضي في قطر، وتحتضن بين جنباتها استاد خليفة الدولي، الذي شهد ذكريات عديدة، من كأس آسيا 1988 إلى تصفيات كأس العالم 1993، وصولًا إلى مونديال 2022، الذي قدمت خلاله قطر نسخة استثنائية ستظل محفورة في التاريخ.
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، برئاسة الأستاذ محمد المانع، على هذا التقدير الذي يكرّس قيم الأخلاق والتميز، كما أشكر الإعلامي القدير أشرف محمود، الذي آمن بالرسالة وأهدافها السامية، وكذلك اللجنة المنظمة في قطر، التي وفرت كل الإمكانات لإنجاح الحدث.
قطر ستظل دائمًا حاضرة في ذاكرتي.. بماضيها وحاضرها، بذكرياتها وإنجازاتها، وبمحبة أهلها وتقديرهم لمن يساهم في بناء ثقافة رياضية قائمة على القيم والتميز.