خرجت علينا اللجنة الفنية لاتحاد كرة القدم برئاسة هاني أبو ريدة عقب اجتماعها خلال الساعات الماضية، وبحضور علي أبو جريشة، ومحسن صالح، وحلمي طولان، ومحمد عمر، وحسن فريد، وأحمد حسن، وعلاء نبيل، المدير الفني لاتحاد الكرة، مع غياب عبد الظاهر السقا، وكذلك حسن شحاتة لظروف مرضية، شفاه الله وعافاه .
خرجت علينا اللجنة الموقرة ببيان أقل ما يُوصف عنه بأنه “تافه” ولا قيمة له، حيث جاء نصه، “ناقشت اللجنة الفنية بالاتحاد المصري لكرة القدم في اجتماعها اليوم بحضور المهندس هاني أبو ريدة، تقرير الكابتن أسامة نبيه عن مشاركة المنتخب الوطني للشباب في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة.
وأوصت اللجنة خلال مناقشاتها وضع معايير جديدة للمنتخب الأولمبي المقبل وجهازه الفني بعد انتهاء مهمة منتخب الشباب وجهازه الفني .
كما أوصت اللجنة قبول اعتذار الكابتن أسامة نبيه عن عدم الاستمرار مع الفريق مع تحوله للسن الأولمبي، متفهمة للظروف التي أحاطت بالفريق.
كما ناشدت اللجنة الأندية المصرية لوضع مصلحة لاعبي هذا الجيل ضمن الاعتبار من أجل مستقبل أفضل للفريق على المستوى الأولمبي والكرة المصرية”.
إلى هنا وانتهى البيان “التافه” ولكن ما أثار حفيظتي حوله، جملة، قبول اعتتذار أسامة نبيه عن عدم الاستمرار مع الفريق مع تحوله للسن الأوليمبي .!!
أي اعتذار يا اتحاد العار، ويا لجنة الفشل الوهمية، مع احترامي لجميع أعضائها، وخاصة الذين تربطني ببعضهم صداقة قديمة ووطيدة .
البيان كان يجب أن يصدر بكل وضوح وشفافية، بعيدا عن المجاملات التي جعلتنا نتراجع عقودا من الزمن للوراء وبالمسمى الحقيقي له بدلا من الخوف على مشاعر نبيه “المرهفة” والضحك على الجماهير وعلى الإعلام، وينص على إقالة اسامة نبيه لفشله في المهام المُكلف بها وليس “بروزته” وتكريمه على الفشل الذي قد يشجع الآخرين على الحذو حذوه، والفشل مع منتخبات أخرى وفي النهاية سيتم تكريمهم ببيان مماثل.
والأغرب من ذلك أن أسامة نبيه نفسه الذي صدر قرار تعيينه رسميا في الرابع من يناير 2024 رفض كلمة الفشل وقال أنه لم يفشل ولكنه لم يوفق على حد قوله، رغم أن الواقع يؤكد أنه فشل فشلا ذريعا في كل شيئ، وهو ما ترتب عليه هذه النتيجة، بل وكان ينتظر تعيينه مديرا فنيا للمنتخب الأوليمبي ليجهز على ما تبقى من أمل في اللعبة ..!!
بهذه المناسبة تحضرني واقعة سأسردها باختصار حتى يعرف الجميع كيف تسير الأمور في اتحاد “المجاملات”، اتحاد الكرة سابقا.
في عام 2004 حقق منتخب مصر لكرة القدم الخماسية “الصالات” بقيادة المدير الفني الكفء، محمد علي عبد الرحيم، بطولة أفريقيا للعبة، ثم توج مع منتخب مصر أيضا بدورة تايلاند الدولية، وحل منتخب مصر التاسع عالميا، في نفس العام بدون خوض أي مباريات دولية ودية، وعلى الرغم من ذلك تقدم باستقالته للجنة المؤقتة التي كانت تدير مجلس إدارة اتحاد كرة القدم آنذاك برئاسة عصام عبد المنعم، وبدلا من تجديد الثقة فيه أو إعلان قبول استقالته أو اعتذاره عن الاستمرار على رأس الجهازالفني للعبة، أعلنت اللجنة المؤقتة في وسائل الإعلام إقالة محمد علي، وكأنها تمنحه مكافئة الإجادة والتتويج بالبطولات، الأمر الذي يكشف لنا جميعا عن العقلية الفاشلة التي تدير شئون الكرة المصرية عبر كل العصور، والتي تساوي بين الناجح الذي رفع إسم مصر وحقق الإنجازات في المحافل الدولية، وبين الفاشل الذي أساء لإسم وسمعة مصر في المحافل الدولية، بل وجاء لمكانه من البداية كمدير فني لمنتخب مصر للشباب بالواسطة والمحسوبية، وهو ما أدى إلى هذه النتيجة، وطز في الكرة المصرية .!!
محمد علي نفسه، المحاضر بالاتحاد الإفريقي للعبة حاليا، استعانت به المملكة العربية السعودية مديرا فنيا لمنتخبها، كما استعانت به قطر، كما استعانت به الصومال أيضا، هل لو كان فاشل كان يمكن أن تستعين به هذه الدول .؟!
سؤالي لاتحاد الكرة الحالي”الفاشل”، هل الدول تستعين بالفاشلين لقيادة منتخباتها بهدف النهوض باللعبة التي تراجعت فيها مصر بشكل مخزي، بفضل عبقرية من يديرون شئون الكرة المصرية، أم بالناجحين .. في انتظار الإجابة .؟!
ما حدث هو ما ينطبق على مجلس هاني أبو ريدة بالتمام والكمال الذي يشجع على الفشل وليس النجاح، كما أن وزير الشباب نفسه د. أشرف صبحي أحمله مسؤولية ما حدث أيضا لأنه يبحث عن اللقطة هو الآخر ولا يقدم النصيحة لاتحاد الكرة كما ينبغي، ولا يمارس مهامه واستخدام صلاحياته بمعاقبة الفاشلين، كما سبق وأعلن أنه سيحاسب كافة الاتحادات التي فشلت في أولمبياد باريس 2024 عقب انتهائها ولم يحدث شيئا من هذا القبيل، بل لم يسمع عنها أحد شيئا بعد ذلك، ووضح للجميع أن تصريحات صبحي كانت لتهدئة الرأي العام الثائر بعد فضيحة منتخبنا الأوليمبي بالخسارة من منافسه المغرب، بنصف دستة أهداف تحت قيادة روجيرو ميكالي، الذي كان يؤيد بقاءه بشدة معالي الوزير لتحقيق المزيد من الفشل والفضائح للكرة المصرية وليس للنهوض بها كما كان يطمح الشعب المغلوب على أمره، والذي يعتبر كرة القدم هي المتنفس الوحيد له، لإعانته على مواجهة مصاعب الحياة .