تخلى التوفيق عن شريف إكرامي حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الأسبق في تصريحاته الأخيرة لإحدى وسائل الإعلام المرئية، والتي أعلن من خلالها أنه لو عاد به الزمان ثانية لاتخذ نفس القرار الذي أقدم عليه سابقا بالرحيل من الأهلي والانضمام إلى صفوف فريق بيراميدز “الوليد” كما حدث في سبتمبر عام 2020، رغم تأكد اللاعب جيدا أن معظم جماهير الأهلي، إن لم تكن جميعها استقر في وجدانها أن بيراميدز أُنشئ من أجل محاربة الأهلي، والدليل على كلام الجماهير، الإغراءات التي يقدمها مسئولي النادي، بمسماه الجديد للاعبي الفريق لتفريغه من نجومه وإبعاده عن المنافسة على البطولات، ونجح بالفعل في ضم واحدا من أهم نجوم الفريق، وهو رمضان صبحي والذي كان أحد هدافي الفريق ومفتاح انتصاراته .
إكرامي صنع جدارا عازلا بينه وبين الأهلي يصعب اختراقه، كما انه ناقض نفسه في تصريحاته، ما بين التأكيد على كلامه السابق في التمسك بموقفه بالرحيل إذا عاد به الزمان للوراء، وفي الوقت نفسه يتمنى العودة للنادي بعد الاعتزال، وإن كان لم يصرح صراحة كيف ستكون العودة وفي أي منصب، هل في منصب إداري بفريق الكرة، أو إعلامي، أو عضوا بمجلس الإدارة ؟
ناسيا أو متناسيا أن هناك تجارب كثيرة سابقة وماثلة امام عينيه لبعض زملائه من اللاعبين السابقين الذين خرجوا من النادي رغما عنه وعانوا الأمرين بعد ذلك في العودة مرة أخرى ولكنهم فشلوا، وأقربهم عصام الحضري، أفضل حارس مرمى في تاريخ النادي الأهلي ومصر، والذي حاول كثيرا العودة حتى بعد الاعتزال ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، رغم توسط الكثيرين في ذلك عندما كان لاعبا، ومنهم تدخل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك شخصيا، ولكن لم تجد توجيهاته استجابة لدى حسن حمدي رئيس النادي الأهلي الأسبق آنذاك، وخصوصا ان الحضري كان قد هرب إلى سويسرا ولعب لنادي سيون عام 2008 ، في وقت كان يحتاج إليه الأهلي بشدة، ورغم محاولات اثنائه عن قراره آنذاك إلا أنه لم يستجب ولذلك كان قرار عودته مستحيلا بعد ذلك مهما حاول توسط البعض لحل أزمته، بل أن الحضري نفسه أصبح شخصا غير مرغوب فيه لدى قطاع عريض من جماهير الاهلي، وكذلك مسئوليه .
ايضا سار على نفس الدرب أحمد فتحي الذي انتقل لبيراميدز، ومن قبله عبد الله السعيد، وهو ما يصعب الأمر على شريف أيضا، الذي وسّع الفجوة أكثر مع الأهلي إدارة وجماهيرا، وبدلا من كسب ود الجماهير راح يضع نفسه في “وش المدفع”، إضافة إلى أنه مهما حاول الدفاع عن نفسه في أزمة تحريض زوج اخته وزميله بالفريق رمضان صبحي على الرحيل من النادي الأهلي وارتداء القميص السماوي ونفي ذلك عنه جملة وتفصيلا، إلا أنه لا يزال متهما في عيون الجماهير ومجلس إدارة النادي الأهلي، مما يصعب عليه مجرد التفكير في العودة لتقلد أي منصب مستقبلا داخله حتى مع تغيير وتعاقب مجالس إدارات النادي نفسه، على اعتبار أن سياسة ومبادئ الأهلي واحدة وثابتة ولا تتجزأ، وأن من يخطئ عليه أن يتحمل عواقب خطأه .