قد يندهش الكثير من القراء لتغريدي في السطور التالية من مقالي هذا، بعيدا عن مجال تخصصي في النقد الرياضي، والحقيقة أن الظروف النفسية السيئة التي أمر بها في الوقت الراهن هي التي أجبرتني على الغوص قليلا فيها والبوح بها، وربما قد تريحني نفسيا مما أعانيه، ولذلك التمس منكم جميعا العذر فيما سأسرده في السطور التالية مما يجيش في صدري .
محنة المرض هي واحدة من أصعب المحن والاختبارات التي يتعرض لها الإنسان في حياته، فما بالك وأن الذي يختبرك الله فيه هو أخيك، الذي يعد بمثابة قطعة من القلب والروح… فهو السند والكتف الذي تتكىء عليه ويدعمك في الأوقات الصعبة والشدائد، وهو الذي عشت معه أصعب وأجمل اللحظات في مرحلة الطفولة والشباب .
وخلال الأيام الأخيرة تعرضت لاختبار قاسٍ جدا، بل وصعب للغاية على النفس، ولا زلت أعاني من آثاره، حينما تعرض شقيقي الدكتور إيهاب فؤاد لأزمة صحية عنيفة جعلته ملازما للفراش، ومتنقلا بين محل إقامته والمستشفى بصفة دائمة، حيث جاءت هذه الأزمة وهو بعيدا عن أرض المحروسة، في الأراضي الحجازية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة .
الحقيقة، هذه الأزمة القاسية هزت وجداني وأشعرتني بالعجز، نظرا لأنني لا أملك فعل شيئا له في مثل هذا الظرف الصعب مثل باقي البشر الذين يتعرضون لاختبارات إلهية مماثلة ولا يملكون من أمرهم شئيا سوى التضرع إلى الله بالدعاء وهو ما تمنيته أن ينجيه الله مما هو فيه، وأن يمنحه الصحة والعافية ويخفف عنه آلامه وأوجاعه ويعيد إليه صحته وعافيته ثانية وألا يبتلينا الله فيه وأن يحفظه من أي مكروه .
وإزاء هذا الوضع الصحي الصعب الذي يمر به شقيقي وأخي الغالي، اكتشفت بالفعل قيمة الأخ”السند” في الحياة والذي جاء أجمل وصف فيه، أنه مثل المصباح الذي ينير لك الطريق في أحلك الظروف، وهو العصا التي تتكئ عليها إذا ما آلمتك قدماك بسبب الشوك المنثور على جانب الطريق.
فمثلا كلمة “أخ” هي بالفعل من حرفين، لكنها تحتوي على معاني تملأ الدنيا حبّاً وحناناً وعطفاً وأماناً.
وعندما تتألم تقول لا إرادياً “أخ” أي لا يوجد سند تستنجد به في كل لحظاتك الصعبة والقاسية سوى الأخ، فوجوده في حياتك، يعني وجود صخرة تستند عليها كلما أغرقتك الحياة بأمواجها المتلاطمة.
حتى أن ديننا الحنيف ذكر قيمة الأخ، والدليل على ذلك قَولهَ تعالى في الآية 35 من سورة القصص، “سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ” . صدق الله العظيم .
ومن أجمل ما قيل عن الأخ أيضا، “يا ضحكتي وبكاي، يا من على فزعتي يمينه في يمناي، مَن لي سواك، اللي على أكتافه أرتكي، أنت العضيد اللي أشد فيك الظهر يا أخي.
الأخ، كلمة معناها السند والإحساس المتبادل في الفرح والحزن، وهو المكان الذي تلجأ إليه، وهو الذي يؤتمن على السر، والمصلحة واحدة بين الأخوات، وبعبارة أخرى هو إدخار لمتاعب وغدر الزمان وصعوبة وقسوة الحياة، والأخ هو من يفرح لفرح أخيه ويحزن لحزنه.
“اخوي لا ضاق الفضا والدهر شان، يبقي علي سود الليالي عضيدي .
اضرب بسيفه هيبة الانس والجان، واسقيه لأمنه ظما من وريدي، لاجيت له ضايق وتايه وزعلان، ارجع وانا بأسباب شوفه سعيدي” .
أخيرا ..أخوك الذي يحميك في الغيب جاهداً، ويستر ما تأتي من السوء والقبح وينشر ما يرضيك بين الناس .