فوز عريض وأداء جيد لا بأس به ..ورضا تام عن النتيجة من الجميع التي انتهت بالثلاثة، جماهير، جهاز فني، لاعبين، إعلام، ورغم ذلك ظهر فجأة من يعكر صفو هذا الانتصار الكبير الذي حققه منتخب مصر الوطني على منافسه منتخب كاب فيردي “القروش الزرقاء” في الجولة الأولي من التصفيات الإفريقية بالمجموعة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب وأصبح هو حديث الساعة، بل وغطى على الانتصار الكبير الذي التهم فيه الفراعنة القروش الزرقاء وتصدر بهذا الانتصار العريض قمة المجموعة .
المشكلة التي أصبحت حديث الساعة في الوسط الرياضي هو قرار “العميد” حسام حسن باستبعاد أحمد حجازي، أحد كباتن المنتخب من حساباته نهائيا عقب رفض اللاعب خلال مباراة المنتخب الوطني وكاب فيردي اللعب كبديل لرامي ربيعة الذي تعرض للإصابة أثناء المباراة، وقد حمل حجازي حقائبه وغادر معسكر المنتخب صباح أمس السبت، وقبل السفر إلى بوتسوانا ومرافقة بعثة الفريق مع باقي زملائه لمواجهة “الحمير الوحشية” في العاصمة جابورون بعد غد الثلاثاء في الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية .
حجازي اعتبر أن تصرفه جاء كرد فعل لما فعله المدير الفني معه والذي اعتبره يمثل إهانة لتاريخه مع المنتخب الذي تجاوز المائة مباراة دولية خلال 13 عاما، خصوصا أنه قبل الدفع به في المباراة حاول طارق سليمان المدرب العام استدرار عطف العميد لإشراكه في المباراة، إلا أن هذا الأمر قوبل بغضب شديد من اللاعب، حيث أن ما حدث كان على مرأى ومسمع من جميع أعضاء الجهاز الفني والإداري للمنتخب .
المثير للدهشة أيضا أن ابراهيم حسن مدير المنتخب حاول إقناع اللاعب بالاعتذار لحسام حسن بعد ذلك حتى يتم طوي هذه الصفحة تماما ولكن لم يتقبل مدافع المنتخب ذلك وتمسك بموقفه، وبالتالي طوى اللاعب صفحة تواجده مع منتخب مصر طالما استمر العميد مديرا فنيا له ورحل من المعسكر، والحق يقال ..لن تستقيم الأمور مستقبلا بين اللاعب والمدير الفني، الأمر الذي قد يؤثر على مسيرة الفريق خلال المرحلة المقبلة .
من هنا أرى أن ما حدث يدق ناقوس الخطر ويهدد مسيرة منتخب مصر، بل ويجب فتح تحقيقا سريعا لمعرفة ملابساته واصدار اتحاد الكرة قرارا حاسما بعد ذلك وإعلانه على الملأ للرأي العام حتى تستقيم الأوضاع بعد ذلك، وإلا ستصل الأوضاع إلى ما هو أسوأ من ذلك في ظل أجواء متوترة، مع وجود ارتباطات دولية مهمة للمنتخب سواء كانت في التصفيات الإفريقية المؤهلة “للكان” أو استكمال مشوار التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026 الذي يقام في أمريكا وكندا والمكسيك .
وجهة نظري الشخصية أن اللاعب ..لاعب، والمدرب.. مدرب، وبالتالي كل منهما يعلم ما له وما عليه، وأن الدفع بلاعب كبديل في توقيت متأخر من المباريات أو عدم الدفع به يخضع لوجهة نظر شخصية بحتة للمدير الفني ويجب تقبلها بكل أريحية، باعتباره هو الذي سيحاسب أمام الرأي العام إذا ما ساءت النتائج، والقرار الصحيح في هذه الأزمة ضرورة معاقبة اللاعب حتى لا يتكرر ذلك مع لاعبين آخرين مستقبلا .
هناك شيئا آخر لفت نظري ووقفت أمامه مشدوها من قوة التعبير نفسه وغرابته، وهو أن حسام حسن قال في المؤتمر الصحفي عقب المباراة “من قام بحفر قناة السويس في 100 عام قادر على فعل أي شيء” هذه وجهة نظري، وهذا هو اللاعب المصري، الجميع رأى كفاءة منتخب كاب فيردي وهو يلعب لآخر دقيقة”.
وكلامي للكابتن حسام حسن، منتخب مصر فاز على منتخب أقل منه فنيا، وما حدث ليس بمعجزة حتى تشبه الفوز بالمعجزة !!
هذا التصريح غير موفق بالمرة ويقلل من اسم منتخب مصر صاحب السبع القاب قارية “رقم قياسي”، وإذا لم تستطع الفوز على كاب فيردي أو بوتسوانا، فعليك أن تجلس في بيتك أفضل ونلغي كرة القدم من قاموسنا نهائيا، وكفانا إنفاق أموالا طائلة من الضرائب التي يدفعها الشعب على إعداد فريق يستحق أن يكون في مكانة أفضل من ذلك بكثير، وإن كان هذا لن يتحقق بمثل هذه التصريحات “العرجاء” الغير مسئولة والغير موفقة والتي تقلل من اسم وتاريخ مصر الكروي أمام منتخبات مغمورة بالنسبة لنا .