يعتقد البعض من المواطنين البسطاء أن النجوم “على رأسهم ريشة” أو أنهم فوق القانون، وخصوصا بعد اللغط الذي دار مؤخرا حول أزمة أحمد فتوح الظهير الأيسر لنادي الزمالك والمنتخب الوطني والذي صدم مؤخرا أمين شرطة، السيد أحمد السيد أثناء قيادته سيارته الخاصة على أحد الطرق الساحلية مما تسبب في مصرع “الأمين” على الفور، وأنه لن يتم محاسبة اللاعب على فعلته بارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون وهو القتل الخطأ .
وما يؤكد كلامي على أن الجميع أمام القانون سواسية هو إحالة اللاعب “الشهير” إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمحاكمته فيما نُسب إليه من إحرازه جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي، وتسببه خطأ في قتل المجني عليه، حال قيادته سيارته تحت تأثير ذلك المخدر وبحالة ينجم عنها الخطر.
كما ثبت أيضا بتحقيقات النيابة العامة، وطبقا للبيان الصادر عنها أن المتهم قاد سيارته بسرعة هائلة جاوزت السرعة المقررة قانونًا تحت تأثير تعاطي جوهر الحشيش المخدر؛ فصدَم المجني عليه حال عبوره الطريق، فتناثرت أشلاؤه بداخل السيارة وعلى جنبات الطريق وحدثت وفاته، وثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي أيضا احتواء العينة المأخوذة من المتهم على المادة المخدرة المشار إليها.
وكانت النيابة العامة قد استجوبت المتهم، وتحقيقًا لدفاعه قامت بسؤال الطبيب الشرعي بالتحقيقات، والذي جَزم – وفق الثابت بتقرير فحص العينة – بتعاطي المتهم لجوهر الحشيش المخدر، وهو ما أيدته تحريات جهة البحث.
المؤكد أن فتوح قد أخطأ، كما سبق وأخطأ غيره، بل وتعرض العديد من المشاهير من لاعبي الكرة على وجه التحديد لظروف مشابهة وتم الحكم عليهم وإيداعهم السجن لتنفيذ العقوبة المقررة قانونا طبقا للجرم الذي ارتكبه كلا منهم، وسجلات المحاكم شاهدة على ذلك، وحالة محمد عباس نجم الأهلي الأسبق وأحد أخطر المهاجمين الذين مروا في تاريخ الكرة المصرية خير شاهد، فلم تشفع له نجوميته آنذاك في عدم تنفيذ العقوبة التي تعرض لها نتيجة وقوعه في خطر المخدرات، وهو ما يؤكد على أن من أخطأ يجب أن يتحمل عواقب الخطأ الذي وقع فيه، مهما كانت نجومية وشهرة هذا الشخص لأن القانون لا يعرف “زينب” .
ويحضرني هنا مشهد للفنان الكبير الكوميدي الراحل فؤاد المهندس في أحد أعماله مع الفنانة الراحلة شويكار حين قال لها (القانون ما يعرفش زينب)، وما قصده فؤاد المهندس أن القانون لا يعرف التمييز، بل يقرر المساواة بين كافة المواطنين، والقانون هنا هو العدل الذي يساوي بين الجميع لا يفرق بين فلان شهير أو فلانة شهيرة، وإن كان في نفس الوقت على المشاهير أن يعوا أن هناك ضريبة يجب أن يدفعها أي منهم، باعتبارهم قدوة في المجتمع، فإذا أجادوا نالوا التصفيق والاحترام والتكريم، وإذا اخفقوا أو أخطأوا استحقوا العقاب والتأنيب، هذا هو العدل بعينه، فلا مجال للإفلات من العقاب لكائن من كان، مهما كانت هوية هذا الشخص المخطئ .
واقعة فتوح “فك الله كربه” لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكن يجب أن تكون درسا للجميع، وخصوصا من المشاهير سواء نجوم الكرة أو غيرهم، ويعلموا أن من رفعهم وساهم في نجوميتهم هم أبناء الشعب أنفسهم، ومن سيتصدى لأخطائهم أيضا، نفر من أبناء الشعب اختصهم الله لمحاسبتهم حتى يرتدعوا ويكونوا عبرة لغيرهم، ولعل العقاب يكون بداية الإصلاح والصلاح .