خرج علينا حازم إمام عضو مجلس إدارة نادي الزمالك الأسبق وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي عن صمته والذي طال انتظاره ووصل إلى 14 سنة بالتمام والكمال من التشهير به دون وجه حق واتهامه بالتزوير في عقد محمد ناجي جدو لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر الأسبق والذي كان قد وقع على “أوارق” بيضاء تم إملائها من قبل أحد الأشخاص في نادي الزمالك بعد ذلك ودون فيها مبلغ مليون و200 ألف جنيه، دون علمه، ثم تم إظهار الأوراق بعد توقيع اللاعب للنادي الأهلي رسميا، عقب انتهاء كأس الأمم الأفريقية عام 2010 التي أقيمت في انجولا وتوجت مصر بلقبها للمرة السابعة في تاريخها، وكان جدو هداف تلك البطولة .
وقد دافع حازم إمام عن نفسه في تصريحات “متلفزة” مؤخرا لأحد البرامج الرياضية، حيث قال: “موضوع جدو انا لبسته، وربنا يسامح الناس اللي دخلوني في هذا الأمر، كل اللي حصل في هذه الأزمة حدث دون علمي، وكنت أتمنى أن يقول من قاموا بهذا الأمر، بأنهم من فعلوا ذلك”.
“الجميع يعتقد أنني قمت بتزوير عقد جدو مع نادي الزمالك، لكن الحقيقة أنني ذهبت إلى النيابة وكانت شهادتي لصالح محمد ناجي جدو وعند وصولي النيابة لم أكن أعرف ما حدث”.
واستطرد قائلا: “قلت الحقيقة في ذلك الوقت، وهى أن جدو لم يحصل على أي أموال من نادي الزمالك، ولكنه بالفعل وقع على أوراق مع نادي الزمالك، ولكن هذه الأوراق كانت فارغة “بيضاء”، لكن أحد الأشخاص قام بكتابة أن جدو حصل على رقم معين” .
و”جدو هو من اختارني للشهادة في النيابة، قلت الحقيقة بشكل كامل وأخبرت الجميع أنني لن أدخل النار لكي ينتقل اللاعب إلى نادي أو آخر”.
والسؤال الذي يطرح نفسه : لمصلحة من يتم اخفاء هذه الحقيقة طوال 14 عاما ؟
ومن هو الشخص المسئول المزور، أو اللهو “الخفي” في نادي الزمالك الذي أعلن حازم إمام ابن الزمالك نفسه عن تلاعبه في الأوراق التي وقع عليها جدو، ودوّن فيها أرقاما لم يحصل عليها اللاعب بالفعل .؟!
هل وصل انعدام الضمير والتدليس إلى هذه الدرجة ..!!
الأغرب من ذلك أن مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة الراحل سمير زاهر آنذاك قد عاقب اللاعب على جُرم لم يرتكبه، ولولا أن جدو لجأ إلى النيابة العامة ليطعن بالتزوير على العقد المبدئي الذي وقعه على بياض مع الزمالك حينها ومطالبته المجلس الأبيض بضرورة الرجوع إلى ناديه الأصلي في ذلك الوقت وكان الاتحاد السكندري من أجل حسم الأمور ما حصل جدو على حقه كاملا .
الطريف أن مجلس إدارة الاتحاد “المبجل ” حينها كان قد عاقب اللاعب بإجباره على رد مبلغ مليون و200 ألف جنيه لنادي الزمالك، بالإضافة إلى دفع مليون جنيه أخرى لصالح نادي الزمالك، هو في الأصل لم يحصل على شيئ منها .!!
هل شاهدت عزيز القارئ ظلما أكثر من ذلك، اتحاد كرة يصدر حكما جائرا في حق لاعب، من اجل مجاملة “س، أو ص”، ثم يأتي قضاء مصر العادل لينصفه، ونسوا أن الظلم ظلمات يوم القيامة ؟!
المؤكد أن لجوء اللاعب للتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد عدد من المسؤولين بنادي الزمالك، بتهمة التزوير وخيانة الأمانة، جاء بعد أن فاض به الكيل، وقد استمرت تحقيقات النيابة بعض الوقت، لإثبات صحة الأوراق والعقود من عدمها التي قام بتقديمها نادي الزمالك للنيابة واتحاد الكرة، حتى انتهت الأزمة رسميا في السادس والعشرين من أغسطس 2010، بالتصالح بين الطرفين، اللاعب ومسؤولي نادي الزمالك .
ما حدث خلال تلك الفترة وما شابها، وتعرض خلالها بعض عناصر اللعبة، ومنهم جدو نجم منتخب مصر للظلم، تكرر في فترة جمال علام، الرئيس الحالي للاتحاد، ولكن بسيناريوهات مختلفة، وتكرر أيضا في عهد اللجنة الخماسية السابقة برئاسة عمرو الجنايني، ومن بعدها اللجنة الثلاثية السابقة برئاسة أحمد مجاهد !!
لذلك اقولها وأكررها مرة واثنين وثلاث، وحتى آخر العمر .. لن ينصلح حال لعبة كرة القدم في مصر إلا إذا تم بتر كافة العناصر الفاسدة منها وإبعادهم عن الساحة نهائيا، مع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بالابتعاد عن كافة أشكال المجاملات “والطرمخة” التي أوصلتنا إلى هذه الحالة المتردية التي تعيشها كرة القدم المصرية هذه الأيام، للعبة نتنفسها جميعا عشقا .