انفض مولد السوبر المصري في الإمارات وفاز باللقب من تعب واجتهد وسيطر وأهدر الفرص الأكثر والأخطر معظم فترات المباراة النهائية للبطولة التي جمعت بين الكبيرين، الأهلي والزمالك، وحصد صاحب المركز الأول الجائزة المالية الكبيرة المخصصة للبطل، والمقدرة بـ 250 ألف دولار والتي توازي بالعملة المصرية 12.195.000 مليون جنيه مصري، في حين حصد الزمالك 125 ألف دولار، بما يعادل 6 ملايين و97 الف و500 جنيه، بينما حل في المركز الثالث نادي بيراميدز، وجاء رابعا نادي سيراميكا كليوباترا الذي يستحق كل التحية والتقدير على أداءه المشرف.
البطولة، إجمالا شهدت بعض الظواهر الإيجابية والسلبية من وجهة نظري الشخصية، وإذا بدأنا بالإيجابية نجد أن أبرزها ما شاهدناه جميعا من مستوى فني قوي ورائع للفرق الأربعة التي شاركت في هذا الحدث الكبير الذي يؤكد على ان الموسم الجديد 2024/2025 سيكون ناريا وملتهبا من حيث المتعة والإثارة، بحثا عن لقب بطولة الدوري، ثم الإقبال الجماهيري الكبير للجالية المصرية المقيمة في الإمارات، حيث ظهروا كتابلوه فني رائع زينوا به مدرجات ملعبي، آل نهيان، ومحمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي التي احتضنت مباريات البطولة .
على الجانب الآخر كشفت البطولة عن وجود ظواهر سلبية مثل التي شاهدناها جميعا، من اعتداء لاعبا الزمالك مصطفى شلبي، ونبيل عماد دونجا، ومعهما عبد الواحد السيد مدير جهاز الكرة بالنادي على العقيد سيف أبو سلطان مدير أمن ملعب آل نهيان لمجرد أن رجل الأمن كان يرتدي “تيشيرت” أحمر، ظن ثلاثي الزمالك أنه أهلاوي، وأدّعوا أنه كان سعيد ويهلل فرحا بعد تسجيل بيراميدز هدفا، وهو عذر أقبح من ذنب.!!
أما عن التحكيم فقد ظهر إلى حد ما بمستوى مقبول، وإن ثار حوله الجدل كالعادة، سواء في مباراة الزمالك وبيراميدز في الدور نصف النهائي للبطولة أو في مباراة الأهلي والزمالك في النهائي وما أثير حول هدف سيف الجزيري الملغي للتسلل من لغط، وأيا كان القرارات التي أثير حولها الجدل، فمستوى الحكام مقبولا إلى درجة يرقى إلى جيد.
ولكن ما أثار حفيظتي وحفيظة الملايين غيري ما بدر من تصرف سيء لمحمود عبد الرازق شيكابالا كابتن نادي الزمالك كعادته، وكان هذه المرة عقب انتهاء المباراة النهائية لكأس السوبر المصري التي فاز بها الأهلي بركلات الجزاء 7/6 وأثناء احتفال لاعبي المارد الأحمر بالفوز واللقب هرول “شيكا” خلف رامي ربيعة أحد كباتن الأهلي محاولا الاشتباك معه، لا لا شيء سوي لغرض في نفس يعقوب!!
شيكابالا كلاعب لا يختلف اثنين على موهبته الكبيرة وامكانياته العالية ولكن مع اقترابه من عامه الأربعين ومن ثم توديع الملاعب نهائيا كان لزاما عليه الالتزام ويترك من يحتفل، يحتفل بعيدا عن صنع أزمة جديدة وإضافة صورة سيئة جديدة وخطأ جديد له يضاف إلى سجله الحافل بالأخطاء في الملاعب، من عينة التي اعتاد عليه كلما خسر الزمالك أمام الأهلي على وجه الخصوص، والأغرب من كل هذا وذاك أن اللاعب تعرض لانتقادات شديدة للغاية وهجوم شرس في السوشيال ميديا من جماهير فريقه، بعدما تسبب بإهداره ركلة الجزاء الأخيرة لفريقه التي تصدي لها محمد الشناوي ببراعة وضاع معها آخر أمل لتتويج القلعة البيضاء بكأس السوبر المصري الذي كان يحلم شيكا بضمه إلى السوبر الأفريقي الذي فاز به فريقه مؤخرا على حساب الأهلي بنفس الطريقة .
ولو عدنا بالذاكرة للوراء قبل عقد ونصف من الزمان تقريبا، لوجدنا أن خالد الغندور كابتن الزمالك التاريخي قال نصا، “كل الماتشات المهمة والأوقات الحاسمة التي يشارك فيها شيكابالا يتحول للاعب عادي مع الزمالك والمنتخب” !!
بل أن شيكا لم يكن له أي دور فعلي وحقيقي في البطولات الأخيرة التي فاز بها فريقه، وعندما حاول أن يكون له دور كانت هذه النتيجة الحتمية بتسببه في اهدار لقبا جديدا هو وحده المسئول عن ضياعه على فريقه وإسعاد جماهيره التي انقلبت عليه في نهاية الأمر وأصبحت تطالبه بالاعتزال والابتعاد عن الزمالك نهائيا، فهل يفعلها شيكابالا احتراما لسنه وتاريخه مع الزمالك، أم يظل متمسكا بعناده والبقاء لأطولا فترة ممكنة بالملاعب لعله يصل إلى مبتغاه بالمشاركة في كأس العالم للأندية الذي يحلم بالمشاركة فيه إذا ما فاز فريقه ببطولة دوري أبطال أفريقيان هذا إذا ما فاز بالدوري الممتاز الموسم الجديد أولا الذي يحمل الاهلي لقبه لموسمين متتاليين. الأمر المؤكد، أن الفترة القادمة ستكشف الحقيقة كاملة، وربما يجلس “شيكا” مع نفسه في جلسة مصارحة ويعلن بعدها رفع الراية البيضاء واعلان اعتزاله وتوديع الملاعب، وخصوصا بعدما أصبح شخصا غير مرغوبا فيه لدي الكثيرين من جماهير الأبيض، أو ربما يجبره البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني للفريق على الاعتزال، ويخطر مجلس إدارة الزمالك بعدم الحاجة إليه، وحينها سيكون شيكا قد أذنب في حق نفسه ..أيهما أفضل ..وعليه أن يختار أحد الحلين .