المصائب لا تأتي فرادى، هكذا هو الواقع الذي يمر به الوسط الكروي خلال هذه الآونة، حيث وقع زلزال قوي في الوسط الرياضي مؤخرا، وصل صداه إلى كافة أرجاء المحروسة، نتيجة قوته الشديدة التي تقترب من 8.5 على مقياس ريختر، وامتدت توابعه إلى كافة أنحاء الوسط الكروي .
يكمن ذلك في اكتشاف عدد من حالات التزوير في الأعمار السنية لمنتخب مصر مواليد 2008 الذي يشرف على تدريبه أحمد الكاس نجم مصر الأسبق، وقد أعلن عن أسماءهم صراحة، أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة الأسبق، من بينهم على سبيل المثال، لاعبان من الزمالك وآخران من نادي انبي، ولاعب من الاتحاد السكندري .
ما حدث يمثل كارثة بكل المقاييس ويضرب الأخلاق في مقتل، وخصوصا أن الحالات التي تم اكتشاف التزوير في أعمارهم السنية يعدون لاعبين أساسيين في منتخب مصر للناشئين تحت 17 الذي سيشارك في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم .
كان أحمد فوزي مدرب حراس مرمى منتخب مصر لهذه المرحلة السنية قد أكد على أن الأشعة التي أجريت للاعبين المزورين جاءت على “عظمة تحت الرسغ” تحديدا، التي لا تكتمل إلا بعد إتمام اللاعب عامه الـ 17، وقد أثبتت الأشعة وجود 4 لاعبين فوق الـ 18 عاما، استبعدوا على الفور بداعي التزوير .
الاستبعاد هنا ليس كافيا، بل يجب أن يتم فتح تحقيقا شفافا في هذه الكارثة الأخلاقية من قبل اتحاد الكرة “الفاشل” وشطب هؤلاء اللاعبين، بل ومعاقبة أنديتهم، وإعلان ذلك للرأي العام حتى يكونوا عبرة لمن يفكر في الإقدام على هذه الجريمة التي تستوجب المحاسبة جنائيا، قبل المعاقبة إداريا فقط مستقبلا، وإن كنت أشك في ذلك، لعدم ثقتي في الجبلاية نهائيا، لارتباطها بحسابات أخرى مع بعض الأندية، فقد “شبعنا” الإعلان عن تشكيل لجان وراء لجان، وتحقيقات يعقبها تحقيقات، والنتيجة صفر، لا تم إعلان نتائج التحقيقات، “ولا حد سمع عما تم في اللجان الوهمية التي يتم الإعلان عنها فقط للشو الإعلامي وتهدئة الرأي العام ” .
لا يزال التسريب الصوتي لتقنية الفيديو، الـ “var ” الذي دار خلاله حوارا بين حكم “الساحة” محمد عادل، وزميله ميدو سلامة حكم تقنية الفيديو في مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الجولة الأولى بالدوري الممتاز لكرة القدم والتي انتهت بفوز الزمالك 3 /2، بهدف مشكوك في صحته جاء من ركلة جزاء في الوقتالمحتسب بدل الضائع، حديث الساعة، حيث تم تداول هذا التسريب على نطاق واسع في وسائل الإعلام، وهو ما نفاه محمد عادل نفسه، بل وأعلن مقاضاة كل من شهر به، ونسب إليه شيئا لم يحدث على حد قوله .
وأنا من جانبي، أطالب اتحاد الكرة بعمل ولو حسنة واحدة قبل رحيله ويقرر شطب محمد عادل إذا أثبتت التحقيقات التي أعلن عنها الاتحاد نفسه إدانته، أو أدانته تحقيقات النيابة العامة أيضا التي تقدم إليها بشكاوي ضد من أساءوا إليه، أو رد اعتباره إذا ثبت أن هذا التسريب غير حقيقي، مع مقاضاة من تسبب في تشويه صورته وصورة التحكيم المصري.
المثير للدهشة أن جمال علام رئيس اتحاد الكرة “الفاشل”، ومعه حازم إمام عضو مجلس إدارة الاتحاد “الأفشل” والمتسبب في الكثير من كوارث الحكام، والمنتخب الوطني الأول قبل تعيين حسام حسن رغما عن انفه، قد طالبا بشطب من سرب محادثة الـ var وتركا مرتكب الفعل، وهي التأكد من حقيقة وصحة المحادثة من عدمها ومدى الظلم الذي وقع على نادي البنك الاهلي منها، واستفادة الزمالك على الجانب الآخر.
مشاكل الجبلاية الحقيقية تكمن في التحامل على الأهلي، وباقي الاندية بغير وجه حق لصالح نادي واحد فقط، وهو ما دفع مجلس إدارة النادي الأهلي مطالبة اتحاد الكرة بضرورة تحديد الموقف من تسريبات غرفة الـ var التي كشفت عنها إحدى البرامج التليفزيونية، مع ضرورة إقالة لجنة الحكام حال ثبوت صحة التسريبات التي تم تداولها مؤخرًا، والسماح للأندية بالاستماع إلى حوار غرفة الـ var مستقبلا في المواقف الجدلية التي تؤثر على نتائج المباريات، مع سرعة اسناد منظومة التحكيم إلى خبير أجنبي لإنقاذ بطولة الدوري الممتاز .
توقعاتي الشخصية أن الجبلاية لن تنفذ طلبات النادي الأهلي، وسوف تقضيها تصريحات لتهدئة مسؤولي وجماهير القلعة الحمراء حتى تنتهي مدة المجلس، بإجراء انتخابات مجلس الإدارة الجديد في العاشر من ديسمبر المقبل .
مجلس الجبلاية الحالي من وجهة نظري الشخصية يعد واحدا من أفشل مجالس الإدارات التي تعاقبت على قيادة منظومة كرة القدم في تاريخ الاتحاد، منذ عام إنشائه عام 1921.
خلال مدة المجلس الانتخابية اختفى خطاب تنظيم الأهلي نهائي دوري أبطال أفريقيا بفعل فاعل، وتم مجاملة أندية بعينها، والتغاضي عن الحصول على مديونيات للاتحاد لدى عددا من هذه الأندية وعلى رأسها نادي الزمالك، في نفس الوقت الذي تمسك فيه هذا المجلس الفاشل بالحصول على نسب قيد اللاعبين من النادي الأهلي وباقي الأندية أثناء تسجيل عقود لاعبيهم بلجنة شئون اللاعبين وهي 3%، وفي عهد مجلس علام، كثرت مشاكل التحكيم، وفشلت 98% من المنتخبات الوطنية في مراحلها السنية المختلفة في تحقيق أي انجاز يُذكر للكرة المصرية .
ومع هذا المجلس الفاشل أيضا اختفت عقوبات لجنة الانضباط التي أقرتها الأخيرة منذ اربعة أشهر عن مباراتي الزمالك مع المصري، والأهلي مع بيراميدز في بطولة الدوري العام موسم 2023/2024، ولم يتم الإعلان عنها حتى هذه اللحظة، في مجاملة صارخة وفجة لصالح ناديي الزمالك وبيراميدز، وهو ما يؤكد على أن هذا المجلس الفاشل لم يكن أمينا على مصالح الأندية ولا الكرة المصرية نهائيا طوال فترة وجوده، وقد دمر ما تبقى من سمعة للعبة على كافة المستويات، وبات الكثيرون يجهزون “القلل” لتكسيرها خلف هذا المجلس بعد انتهاء مهمته وهم على أحر من الجمر، ويتمنون ألا يرونه مرة أخرى على الساحةالكروية .