اندهشت جدا من الحملة الشرسة التي شنها الكثيرين ممن ينتمون لنادي الزمالك، لاعبين سابقين، ومدربين، ومسئولين وحتى بعض الإعلاميين بسبب الصورة التذكارية التي التقطها الحكم نادر قمر الدولة، لأسرته مع إمام عاشور نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر، وأحسن لاعب في مصر حاليا عقب انتهاء المباراة التي أدارها الحكم للأحمر أمام نادي فاركو في بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم مؤخرا وحسمها الأول لصالحه 2 /1 .
الغريب أن من “هيّج” الرأي العام الكروي ضد الحكم قد يكون منعدم الضمير، وخاصة أن الأخير يتمتع بأخلاق عالية للغاية، وليس محسوبا على أحد كما يدعي البعض على غير الحقيقة !!
ونتيجة “تهييج” الرأي العام ضد الحكم قرر البرتغالي فيتور بيريرا رئيس لجنة الحكام، وبإيعاز من محمد فاروق نائب رئيس اللجنة إيقاف قمر الدولة عن إدارة أي مباراة مع إحالته إلى التحقيق لاستبيان طبيعة ما حدث .
نسي هؤلاء جميعا أن جهاد جريشة الحكم الدولي الأسبق ساهم في حملة الدعاية الانتخابية لرئيس نادي الزمالك الأسبق و”المعزول” عقب ترشح الأخير لعضوية مجلس النواب عن دائرة مركز ميت غمر عام 2015 ، حيث صعد جريشة على المنصة أثناء المؤتمر الانتخابي الذي عقده “المعزول” آنذاك وصافحه، بل والتقط معه الصور التذكارية !!
لم يخرج علينا من يهاجم جريشة على موقفه بإدخال نفسه دائرة الشبهات ومجاملات مرشح لمجلس النواب، هو في الوقت نفسه رئيس نادٍ كبير وجماهيري مثل نادي الزمالك .
لم يطالب “مهيجي” الرأي العام محاكمة جريشة أو إبعاده عن التحكيم نهائيا، على الرغم أنه في تلك الفترة كان لا يزال يقوم بمهمته كحم دولي ولم يكن قد اعتزل بعد.
الطريف أن جهاد جريشة نفسه هاجم نادر قمر الدولة بضراوة وطالب بإيقافه وهو ما تم بالفعل بعد ذلك، وكأن الحكم قد ارتكب جريمة ونحن لا نعلم !!
ونسي جريشة الآية الكريمة رقم 44 في سورة البقرة من كتاب الله العزيز والتي يقول نصها﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.
يا من تملكون ذاكرة مثل ذاكرة السمك ألم تروا بأم أعينكم أن “حكمة” شهيرة أوقفت إحدى المباريات الودية من أجل التقاطها صورة تذكارية مع النجم العالمي ونجم منتخب البرازيل الأسبق “كاكا”، وفي إطار نوع من الدعابة أشهرت البطاقة الصفراء لنجم البرازيل في المباراة نفسها ولم تقم أو تقعد الدنيا مثلما يحدث في الوقت الراهن، والأدهى من ذلك أنكم تعلقون “المشانق” للحكم المصري النزيه الذي لا أعرفه شخصيا، ولكن تضامنت معه نتيجة الظلم الواقع عليه ضد هذه الحملة الشرسة، حيث أنه لم يرتكب جُرم، ولكن جاء تصرفه طبيعيا مثله، مثل رب أي أسرة يريد إسعاد أسرته، وبما أنه كان قد اصطحب أسرته معه لمشاهدة إدارته لمباراة الأهلي وفاركو مؤخرا، فما هو المانع أن يسعدها بصورة تذكارية بناء على طلب الأسرة نفسها مع أحسن لاعب في مصر.
خلاصة الأمر، تدور في ذهني بعض التساؤلات ..أتمنى أن أجد إجابة عليها من المعنيين بالأمر في لجنة الحكام على وجه التحديد.. هل عالجتم كافة مشاكل الحكام حتى تتربصون بقمر الدولة ؟
هل منحتم الحكام مستحقاتهم حتى تنصبون المشانق لأحد أفراد أسرة التحكيم على صورة تذكارية لم تٌجرم في قانون التحكيم؟
هل أرسيتم العدالة في تعيناتكم للحكام في إدارة المباراة.. أم أن هناك حكام على “الحجر” يتم تمييزهم بمنحهم مباريات أكثر عن غيرهم، على طريقة الحٌب والكٌره؟
يا من تدعون المثالية، أين حٌمرة الخجل من تصرفاتكم وقرارتكم الغريبة الـتي أدت إلى الانسياق وراء بعض المتخصصين في زيادة التعصب والاحتقان في الوسط الكروي دون مراعاة لإنسانية حكم، هو في النهاية بشر لم يرتكب أي خطأ أثناء إدارته للمباراة نفسها، ولم تظهر عليه أي انتماءات حتى يتم ذبحه بهذه الطريقة البشعة ..استقيموا أو ارحلوا من اماكنكم يرحمكم الله .