في الوقت الذي تصاعد فيه غضب الكثير من الأندية على مستوى العالم بصفة عامة والدوري الإنجليزي بصفة خاصة ضد حكام تقنية الفيديو أو الحكم المساعد
الـ “var “، فإن هذه التقنية التي أدخلت إلى الملاعب رسميا عام 2019 لمساعدة الحكام على القيام بمهامهم على الوجه الأكمل كانت للأسف بمثابة مثار جدل كبير وظلم للكثير من الأندية، بل وتسببت هذه التقنية “الشيطانية” في إهدار البطولات ولم ترس العدالة كما كان منتظرا منها، والسبب في ذلك لا يرجع للتقنية نفسها ولكن يرجع للقائمين عليها، وهو ما كان دافعا لتقديم نادي “وولفر هامبتون” الإنجليزي طلبا رسميا إلى رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم يشكو فيه من هذه التقنية، وهو ما سيتم مناقشته خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوية في شهر يونيو”6″ المقبل .
والطريف أن الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول أكد تضامنه مع وولفر هامبتون والتصويت لصالح إلغاء تقنية حكم الفيديو المساعد الـVAR في الدوري الإنجليزي، مما يعد انقلابا جديدا في لعبة كرة القدم .
وإذا كانت رابطة الدوري الإنجليزي ستناقش إلغاء التقنية من أقوى دوري على ظهر الكرة الأرضية، فماذا سيفعل القائمون على التقنية نفسها في الدوري المصري، “المريض” والذي يعاني من الهزال، وخصوصا بعدما تسببوا في كوارث لا حصر لها، وأضروا بالأندية ضررا بالغا، وحرموا أخرى من انتصارات مستحقة.
المؤكد أن عدم وجود حكام أكفاء، تدربوا بشكل كاف على استخدام هذه التقنية كحكام مساعدين للتقنية المستحدثة، لإرساء العدالة في الملاعب المصرية يدل على التخبط الذي تعاني منه الكرة المصرية لسنوات طوال، نتيجة انشغال القائمين على اللعبة نفسها بالسفريات والبدلات والذي منه، على حساب تطوير اللعبة وأدواتها، حتى صرنا “مُسخة” لدول أقل منا في عدد السكان والمساحة والكفاءات العلمية، ورغم ذلك فاقتنا في التكنولوجيا بمراحل، مع الوضع في الاعتبار أن لدينا أندية أقدم منها بعقود، ونحن لا زلنا محلك سر .
إلغاء التقنية إذا ما تمت الموافقة عليه في اجتماع الجمعية العمومية القادمة بالدوري الإنجليزي، وطبق في مهد كرة القدم، وهي انجلترا، فمن المؤكد أن تحذو حذوها باقي دول العالم، وبالتالي قد يقر الاتحاد الدولي لكرة القدم” FIFA ” إلغاءها بالفعل، وبالتالي سنجد أنفسنا في الملاعب المصرية “عرايا” مكشوفين، نعاني الأمرين، وخصوصا أننا بهذه التقنية المساعدة فاشلين، فما بالنا بعد أن يتم إلغاءها، سيزداد فشلنا أكثر وأكثر وتكون فضيحتنا على كل لسان، وستكون رابطة الأندية المحترفة، واتحاد كرة القدم بسلطاته وبابا غنوجه وحكامه أضحوكة أمام حكام الكون كله، لأن الأخطاء حينها بدون التقنية نفسها ستكون أضعافا مضاعفة .
يا سادة.. يا أولى الأمر..حكام كرة القدم في مصر بحاجة إلى تطوير أنفسهم بشكل أكبر، وأعني هنا حكام تقنية الفيديو على وجه التحديد، مع ضرورة توفير كورسات مكثفة لهم حتى يستوعبوا التقنية بشكل أفضل وتقل أخطاءهم قدر الإمكان، بعد أن استفحلت وتهدد بفشل كافة المسابقات المحلية، ومن ثم ستكون عواقبها وخيمة والنتائج كارثية على مستقبل التحكيم المصري نفسه، وعلى الكرة المصرية ككل في المستقبل، علاوة على الإساءة لسمعتنا عالميا، وهو ما لن نقبله على الإطلاق .