تسبب البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني لفريق الزمالك “الهارب” في حالة من الغضب بين جماهير الأبيض في أعقاب هروبه المفاجئ من النادي متوجها إلى المملكة العربية السعودية لخوض تجربة تدريبية جديدة بالتعاقد مع نادي الفتح السعودي متذيل ترتيب جدول أندية الدوري هناك .
غضب الزملكاوية وقلقهم يؤكد على عودة عدم الاستقرار مرة ثانية للزمالك، وهو ما يهدد الفريق بالابتعاد عن منصات التتويج التي وصل إليها بعد عناء شديد في موسم استثنائي، ببطولتين تحت قيادة المدرب الهارب، وهما كأس الكونفيدرالية على حساب نهضة بركان المغربي، والسوبر الافريقي على حساب النادي الأهلي .
الحق يقال أن مخاوف الزمالك طبيعية للغاية، لأن الفريق عاني الأمرين حتى يصل إلى حالة من الاستقرار، بينما فجأة وجد كل هذا قد تبخر في لحظة وفي توقيت حرج جدا من مسيرة الأبيض المحلية، وكذلك المسيرة الأفريقية بالدفاع عن كأس الكونفيدرالية التي يحمل لقبها من الموسم الماضي.
تكهنات كثيرة وأمور عجيبة ساهمت في هروب الخواجة، من بينها تأخر صرف مستحقاته المادية لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى محاولاته المستمرة مع إدارة النادي لتعديل عقده مع النادي وزيادة راتبه الشهري والتساوي مع الخواجة السويسري مارسيل كولر المدير الفني للأهلي بالحصول على 180 ألف دولار، وخصوصا أنه حقق انجازين كبيرين للنادي خلال فترة زمنية وجيزة إلا ان مجلس الزمالك بقيادة حسين لبيب رفض بحجة عدم وجود موارد مالية تغطي راتب الخواجة البرتغالي حتى يبقى مع الفريق لمدة موسم أو اثنين آخرين .
جوزيه وجد ضالته في الراتب الكبير والعرض المغري الذي تقدم به الفتح له وكان طبيعيا أن يضحى بالزمالك، بحثا عن تأمين مستقبله من الناحية المادية .
لم يكن جوزيه جوميز هو أول مدرب يهرب من الزمالك بسبب تأخر صرف مستحقاته المالية، ولكن سبقه مواطنه، البرتغالي جايمي باتشيكو عام 2015 والذي كان قد رحل من النادي من أجل تدريب الشباب السعودي، ثم تكرر نفس الهروب ولكن من الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني الأسبق للفريق والذي ضحى بالأبيض هو الآخر من أجل تدريب نادي التعاون السعودي أيضا .
المؤكد أن جوزيه جوميز لن يكون آخر مدرب يهرب من الزمالك، فسيفعلها آخرين مستقبلا، طالما لم تستطع مجالس إدارات النادي المتعاقبة وضع حدا لهذا الهروب الكبير بتحصين النادي جيدا والتعلم مما تفعله إدارة الأهلي مع المدربين الأجانب . وفي الوقت الذي يبحث فيه الزمالك عن مدرب أجنبي لخلافة جوميز لتدريب الفريق الأول إلا أن هناك سؤلا يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة شافية وافية من مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي ألا وهو ..لماذا تعمد “مجلس التزكية” التأخير في إعلان عقوبات لجنة الانضباط التي اقرتها قبل عدة أشهر برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي عقب انتهاء مباراة الزمالك والمصري في الدور الثاني من الدوري الممتاز للموسم الماضي والتي شهدت الكثير من المهازل ؟ مع الوضع في الاعتبار أن جوزيه جوميز المدرب “الهارب” كان سينال منها النصيب الأكبر بعد دفعه الحكم الرابع عاطف حسين في صدره أمام الملايين “وهرب” المدرب بـ “عملته” واتحاد التزكية “شاهد ما شافش حاجة .!!”
والأغرب من ذلك لم يفعل مجلس جمال علام “الفاشل” والغير مأسوف عليه أي شيء للخواجة جوميز، وكأن الأخير على رأسه ريشة أو يخشى جهابذة الجبلاية من رد فعل الإعلام الأبيض تجاهه إذا ما تمت معاقبته، وهنا يكمن السقوط المريع لعلام ومن بعده أبو ريدة والأيدي المرتعشة التي تدير الكرة المصرية والتي تكيل بمكيالين في التعامل مع أزمات الكبيرين وبمعايير مختلفة تماما تصب في صالح الأبيض على طول الخط . !!