مهزلة بكل المقاييس تلك التي شهدتها دورة الألعاب الأوليمبية، باريس 2024 والتي أسدل الستار عليها أمس الأول بتتويج أمريكا بالمركز الأول، ويليها الصين، ثم اليابان، ثم استراليا، ثم فرنسا.
تكمن المهزلة بسبب المشاركة المصرية الأكبر في تاريخ الدورات الأوليمبية التي وصل عدد رياضيوها الذين شاركوا في هذا الحدث الكبير إلى 164 لاعب ولاعبة، من بينهم 16 لاعبا احتياطيا و 148 أساسيا ، ومع ذلك كانت النتائج مخجلة والحصيلة ثلاث ميداليات ملونة فقط !!.
البعثة المصرية شاركت في الأولمبياد بـ 22 لعبة بالتمام والكمال، وللأسف الشديد فشلت في تحقيق أي انجازات في جميع الألعاب فيما عدا ثلاث ألعاب فقط وهي، الخماسي الحديث والذي شرفنا فيه لاعبنا الأوليمبي أحمد الجندي صاحب فضية أولمبياد طوكيو 2020 والذي توج بالميدالية الذهبية، محققا رقما عالميا وأوليمبيا جديدا وهو 1555، ثم الرباعة سارة سمير في رفع الأثقال والتي توجت بالميدالية الفضية في وزن 81 كجم بإجمالي 268 كجم، حيث رفعت في الخطف 117، وفي النتر 155، في حين توج محمد السيد بالميدالية البرونزية في سلاح سيف المبارزة .
الميداليات الثلاث كشفت الفشل الذريع لكافة الاتحادات الأخرى التي لم يحقق أي من لاعبيها ميداليات سواء في الالعاب الفردية أو الجماعية، وخاصة كرة القدم التي كنا قاب قوسين أو ادني من حصد ميدالية فيها ولكن شاءت الأقدار أن نخسر بنص “درزن” من الأهداف على يد المغرب في اللعب على المركزين الثالث والرابع، رغم أننا كنا قريبين من الصعود للنهائي على حساب فرنسا في مباراة نصف النهائي، ولكن هذا لم يحدث، وفي كرة اليد تفاءلنا كثيرا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وخسرنا من اسبانيا الأضعف، قيس على ذلك باقي الألعاب، حيث كان الفشل عنوانا لمشاركاتنا .
الفشل يؤكد على أنه لم يكن هناك تخطيط جيد على الإطلاق من قبل المسئولين بالاتحادات، كما ان اختيارات اللاعبين واللاعبات شابها بعض المجاملات، وهو ما أثر على نتائج البعثة ككل .
الغريب أن مصر حلت في المرتبة الثالثة عربيا بعد مملكة البحرين، صاحبة الأربع ميداليات” 2 ذهبية، وفضية، وبرونزية” في حين جاءت الجزائر وصيفا برصيد ثلاث ميداليات” 2 ذهبية، وبرونزية”، في حين حصلت مصر على ثلاث ميداليات متنوعة ” ذهبية، وفضية، برونزية” وهو عدد لا يتناسب مع حجم الانفاق المادي الكبير على البعثة التي يتم اعدادها منذ ثلاث سنوات بالتمام والكمال والذي فاق المليار جنيه .
ومع الفشل المتواصل للرياضة المصرية أوليمبيا، توقعنا كما هي العادة بأن وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي سوف يسارع بإعلان تشكيل لجنة كعادته، حتى أطلق الكثيرين عليه “وزير اللجنة” للتحقيق فيما حدث من فشل، ونسي أنه هو من أوصل البعثة إلى هذه الدرجة من الفشل الذي يستوجب مساءلته قانونا، واجباره على تقديم استقالته طواعية أو إقالته .
ما أعلمه أنه في الدول المتقدمة، أي مسئول يفشل في اداء مهمته يبادر من تلقاء نفسه ويتقدم باستقالته فورا، بينما في مصر الوضع مختلف، فالوزير يخشى من الابتعاد عن الأضواء وكأنه سيصيبه مكروه إذا ابتعد عن منصبه، ويعز عليه فراق “الكرسي” الذي يجلس عليه، وكأنه ملكية خاصة ويتشبث به أكثر، عقب الفشل كما حدث من أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة .
يا وزير الرياضة.. بأمارة إيه تتمسك بالبقاء وترفض تقديم استقالتك رغم غضب الشارع الرياضي المصري من النتائج الهزيلة للبعثة المصرية في الأولمبياد ؟!
يا وزير الرياضة متى تعترف بفشلك في مهمتك رغم تجديد الثقة فيك من قبل القيادة السياسية على أمل أن تعالج اخطاءك وتجني مصر تحت اشرافك ثمار المشاركة الأوليمبية، ولكن شيئا من هذا لم يحدث وتفرغت “لأخذ اللقطة” كما هي عادتك عند الانتصار فقط، بينما اختفيت مثل باقي مسئولي الاتحادات عند الخسارة والانكسار؟!
يا وزير الرياضة من يحاسب على فاتورة الفشل الأوليمبي ؟، وإياك أن تعتقد أن الحصول على ثلاث ميداليات ملونة انجاز يحسب لك ولكنه الفشل بعينه، عطفا على حجم المشاركة المصرية الضخم في هذا الحدث الأوليمبي العالمي الكبير .
يا وزير الرياضة إذا كنت تحب مصر فعلا ..اسألك الرحيل، و يا ليتك تأخذ في “إيدك”، ملوك الفشل بالجبلاية، مجلس جمال علام وتغلق الباب خلفك، حيث أننا لا نريد رؤيتكم مطلقا، وكفانا ما حدث من مهازل وتجرع المصريين المزيد من “المرار “الطافح” بسببكم، وإن كنت أشك أن تفعل ذلك، لأنك ما زلت تبحث عن كبش فداء “تشيله الليلة، مش كده والا إيه” ؟!!