جاء رحيل أحمد رفعت لاعب نادي مودرن سبورت والمنتخب الوطني صباح أمس السبت ليمثل صدمة كبيرة للرأي العام بصفة عامة والوسط الكروي بصفة خاصة.
الموت في حد ذاته هو الحقيقة الوحيدة في هذه الدنيا الفانية، وقد قال الله في كتابه العزيز في سورة الرحمن: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27]، الأمر الذي يعني أننا جميعا زائلون ولكن الرحيل،المفاجئ للاعب الذي كان قد تعافى من الأزمة الصحية العنيفة التي تعرض لها أول مرة كشفت عن وجود ملابسات حول وفاته بعد ذلك والتي كانت مثار حديث الشارع المصري طوال الساعات الماضية، وخصوصا أن أحمد نفسه أعلن قبل وفاته على شاشة إحدى الفضائيات قبل أيام أنه تعرض لضغوط نفسية شديدة للغاية لم تحدث لأي “بني آدم” من قبل، وسيكشف عنها في الوقت المناسب ولكن القدر لم يمهله لإعلان ذلك بنفسه، حيث ساهم سوء حالته النفسية إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع وتوقف قلبه تماما حتى وافته المنية في الساعة السادسة إلا خمس دقائق صباح أمس السبت السادس من يوليو 2024.
الحقيقة أن أحمد رفعت منذ لحظة سقوطه المميتة الأولى التي توقف معها قلبه أثناء مباراة فريقه، مودرن سبورت أمام الاتحاد السكندري في 11 مارس الماضي ثم عودته للحياة مجددا بمعجزة ربانية قد ألقى بحجر في المياه الراكدة ليوقظ الرأي العام على فاجعة رحيله المفاجئة، والتي كشفت الكثير من المآسي التي تحدث في الوسط الرياضي ولا يعلم عنها أحد شيئا، كما كشف هذا الرحيل بعض الوجوه العفنة التي أساءت للرياضة المصرية وقد آن الآوان أن ترحل وتختفي عن الأنظار بعد أن تنال العقاب الذي تستحقه، كما وجب تطهير الوسط الرياضي كله من الفاسدين الذين شوهوا الصورة الجميلة للرياضة المصرية.
المؤكد أن رحيل أحمد رفعت شابه الكثير من الغموض، وأن ذكر بعض الأسماء في الحوار التليفزيوني الذي أجرته إحدى الفضائيات العربية مع وكيل أعماله نادر شوقي خلال الساعات الماضية يعني ضرورة فتح تحقيق رسمي من قبل الجهات المسئولة والمختصة، مع استدعاء كل من تم ذكر اسمه في البرنامج للتحقيق معهم بمن فيهم نادر نفسه لاستجلاء الحقيقة كاملة أمام الرأي العام وحتى يتأكد الجميع أن دم أحمد لن يذهب هدرا .
من وجهة نظري الشخصية أرى أن التحقيقات ستزيح الستار عن الكثير والكثير من الأسرار التي لا يعلم عنها أحد شيئا، وربما تكون شافية وافية لإطفاء نار الحزن التي اكتوت بها قلوب جميع الشرفاء في بلدنا الحبيب مصر على رحيل زهرة من زهرات شبابها ونجم نجوم منتخبنا الوطني لكرة القدم، وأولهم أسرة اللاعب وكافة محبيه .
وأن اللجنة التي أمر بتشكيلها بها وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي قد تكون بداية الغيث لكشف ملابسات ما حدث.
الوزير أصدر قرارا بتكليف اللجنة القانونية العليا بالوزارة، للتحقيق في جميع الملابسات وفحص جميع المستندات الخاصة بسفر اللاعب الراحل أحمد رفعت للإعارة خارج مصر، وتحديدا في نادي الوحدة الإماراتي، جاء هذا عطفا على ما أثير عبر وسائل الإعلام بشأن وجود شبهة مخالفات إدارية وقانونية شابت سفر اللاعب خارج البلاد.
كما أصدر صبحي قرارًا آخر بتشكيل لجنة من المختصين بالوزارة للقيام بأعمال الفحص والمراجعة لجميع المستندات بنادي مودرن سبورت والاتحاد المصري لكرة القدم واللجنة الأولمبية المصرية في هذا الشأن.
ومن المُقرر أن يتم الإعلان عن جميع التفاصيل والملابسات وما انتهت إليه تلك التحقيقات فور انتهاء عمل كافة اللجان في هذا الشأن .
وأتمنى بصفة شخصية وحتى يبرد دم أحمد في قبره وتبرد نار والدته المكلومة على رحيل فلذة كبدها وباقي أفراد أسرته وجميع محبيه أن تكون هناك نتائج سريعة لكافة لجان التحقيق التي أعلن عن تشكيلها أو ما سيتم الإعلان عنها لاحقا في هذا الإطار وألا تكون مجرد لجان فقط “للشو الإعلامي” وتهدئة للرأي العام الغاضب والحزين على رحيل نجم المنتخب الوطني ..وربنا يرحم اللاعب الخلوق ويغفر له ويلهم أسرته وكافة المصريين الصبر والسلوان .