ماذا يحدث في ملاعب كرة القدم المصرية؟ هل وصل الحال بنا إلى الخروج عن النص بكل بجاحة، كما حدث من قبل البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني لفريق الزمالك تجاه الحكم الرابع عاطف حسين في مباراة فريقه أمام المصري بالدوري العام والتي خسرها الزمالك 1 / 2، حيث اعترض جوميز على الحكم الرابع ودفعه بقوة في صدره، اعتراضا على عدم احتساب أحمد الغندور حكم الساحة والمباراة للهدف الذي سجله زيزو من ركلة جزاء في شباك المصري، وتجاوزت خلالها الكرة خط المرمى بكامل محيطها .
الحق يقال أن الزمالك تعرض للظلم الواضح والفج بعدم احتساب الهدف الذي يعد مسئولية الحكم المساعد، وحكم الـ var، ولكن لا يستوجب ذلك أن يصب مدرب الفريق جُل غضبه على الحكم الرابع، فهناك طرق قانونية أخرى للاعتراض وليس من بينها دفع الحكم بهذا الشكل المؤسف والذي شاهده الملايين على الشاشات .
ولكن السؤال ..هل ستجرؤ رابطة الأندية برئاسة النائب أحمد دياب على معاقبة جوميز وتطبيق اللائحة عليه، بتوقيع عقوبة الإيقاف ثمان مباريات مع غرامة مالية 100 ألف جنيه، بصراحة أشك، بل أنا شخصيا متأكد تماما مليون في المئة أن هذا لن يحدث، بل سيتم التحايل على اللائحة واختراع شيئا ما حتى لا يقع الخواجة تحت مقصلة العقوبات التي تنص عليها اللائحة، من عينة أن مراقب المباراة لم يسجل الواقعة في تقريره، وأن الرابطة لم ترى الواقعة سوى من التليفزيون فقط وهكذا.
وإن كان ظني يذهب إلى أن الرابطة قد تكتفي بإيقاف الخواجة مباراتين فقط مع غرامة مالية تتراوح ما بين 50 إلى 100 ألف جنيه فقط لا غير، مكافأة له على ما فعله بالحكم الرابع، وكأنها تشجع المدربين على مهاجمة الحكام وليس معاقبتهم !!
يا سادة من يقدم على هذا الفعل في أي دولة أخرى من دول الجوار وليس من الدول الأوروبية المتقدمة في لعبة كرة القدم تطبق عليه اللوائح بحذافيرها ولن يفلت من العقاب بأي حال من الأحوال، مهما كانت قوة هذا المدرب، أو النادي الذي يتولى تدريبه، وجماهيريته، وقوة آلته الإعلامية .
اللوائح في أي مكان يتم سنها ووضعها من أجل تنفيذها وليس من أجل وضعها في الأدراج وتطبيقها على الكيف، وعمل حساب لفلان أو عِلان أو ترتان، وتطبيقها فقط على من ليس لهم ظهر أو ظهير إعلامي أو جماهيري قوي .
ومن أجل هذا لعلي أتساءل ..متى سنتقدم في اللعبة الشعبية الأولى في العالم أجمع طالما لا نحترم اللوائح ولا قوانين اللعبة، ولا حتى عقول المشاهدين الذين يجلسون أمام الشاشات لمتابعة مباريات كرة القدم التي يشوبها البلطجة وليس المتعة، والتي تشجع على العنف وليس على التنافس الشريف .
من منبري هذا أقول لرابطة الأندية، إذا لم تحترموا عقولنا وتستطيعوا تطبيق اللوائح على الجميع، وأولهما الأهلي والزمالك، باعتبارهما الأكبر جماهيرية في مصر والوطن العربي وأفريقيا، وصاحبي أكبر ظهير إعلامي في مصر، ومعاقبة من يخطئ منهما في قضاة الملاعب على وجه التحديد، أو أيا من عناصر اللعبة، “فيا ليتكم تفضوها سيرة وبلاش قلة قيمة، وكفاكم ضحك علينا “، بل وعليكم الرحيل من مناصبكم وترك المجال لمن يستطيع أن يقود الدفة بشكل أفضل ويطبق اللوائح على الجميع ولا يخشى في الحق لومة لائم حتى ينصلح حال اللعبة .