لم يكد مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب يفق من صدمة رحيل نجميه السابقين، إمام عاشور”القادم” من ميتلاند الدنماركي، ومن بعده أشرف بن شرقي القادم من نادي الريان القطري إلى النادي الأهلي، المنافس التقليدي للأبيض على مر التاريخ إلا وتلقى صفعة مدوية أخرى من العيار الثقيل طرحته أرضا، ألا وهي صفقة القرن الجديدة، حيث فوجئ برحيل نجم النادي أحمد مصطفى سيد الشهير بـ” زيزو”،أفضل لاعبيه خلال العقد الأخير إلى النادي الأهلي في صفقة انتقال حر لم تكلف خزينة الأحمر كثيرا من الناحية المادية، وخصوصا إذا علمنا أن عائد الصفقة تم استرداده سريعا جراء الأرباح التي حققها النادي الأهلي ووصلت إلى قرابة الـ 150 مليون جنيه فور الإعلان عن الصفقة، وذلك من خلال عائد الرعاية ومشاركة زيزو في بعض البرامج التلفزيونية التي ظهر فيها ضيفا، إضافة إلى عائد الإعلانات التي شارك فيها وهو مرتديا قميص نادي القرن، علاوة على مكاسب النادي الأخرى المتمثلة في منصاته الرقمية الرسمية، أي أن الصفقة كلها مكاسب لم يتحمل منها الأهلي شيئا، وهو ما تسبب في حالة من الذهول والغضب لدى المجلس الأبيض الذي “ضحك” على جماهيره وأوهمهم أن “الفيل في المنديل” و”الفلة في المنافلة” وكل شيء تمام، وأن النادي الأبيض سيجني ثمار تجوله في ردهات الـ FIFA ” ومحكمة “CAS” الرياضية الدولية في سويسرا، والمنظمات الأممية الأخرى من جراء شكاويه المتنوعة ضد زيزولاعب الفريق السابق، وقد يصل بهم الأمر الذهاب إلى منظمة الأمم المتحدة في أمريكا، ولقاء أمينها العام، البرتغالي انطونيو جوتيرش لشكوى اللاعب والنادي الأهلي معا، وبالمرة قد يتوجهوا في طريقهم إلى محكمة العدل الدولية في الهند لعلهم يجدون ما يسرهم .!!
وجهة نظري الشخصية أن الزمالك لم يحقق انتصارا معنويا واحدا من جراء رحيل زيزو، فقد خسر ماديا، وخسر معنويا، وخسر جماهيريا .
الزمالك خسر عندما “كذّب” اللاعب عن طريق بعض هواة “الشو” الإعلامي المتخصصين في الضحك على الجماهير البيضاء من مدّعي البطولة والانتماء الوهمي للأبيض والمحسوبين على النادي، بإعلان أحدهم أن اللاعب لم يتلق أية عروض مادية كبيرة كان يمكن أن يناقشها مجلس الإدارة حتى يسمح لنجمه بالرحيل، وأن العرض الذي وصل النادي لشراء عقده لم يتجاوزالـ 2 مليون دولار فقط، ليأتي الرد سريعا على هذا الجهبذ الوهمي والمتخصص في اللعب على وترالجماهير بالسوشيال ميديا فقط وبالدليل، حيث كشف نادي “نيوم” السعودي النقاب عن تقديمه عرضا رسميا لنادي الزمالك بقيمة 6.5 مليون دولار، وذلك من خلال تصريحات رسمية لأحد مسؤوليه، كما أعلن اللاعب عن تلقيه عددا من العروض الأخرى من أندية، الشباب السعودي، وتلقيه عرضا آخر على سبيل الإعارة من الاتفاق السعودي من خلال بعض لقاءاته التليفزيونية قبل سفره لأمريكا واللحاق ببعثة الأهلي والمشاركة معه في مونديال الأندية .
الحقيقة أن إدارة الزمالك خشيت من رد فعل السوشيال ميديا إذا ما فرّطوا في اللاعب ولذلك “شيطنوه” إعلاميا وسلموه للجماهير”تسليم أهالي” لتهاجمه وتتهمه بالخيانة وتتهم والده بأنه مادي وغيره وغيره من الاتهامات، ولكن انقلب السحر على الساحر وجاءت التصريحات الرسمية ونشر بعض العروض على وسائل التواصل الاجتماعي من مقدمي هذه العروض لـ “يعرّي” إدارة الزمالك، خصوصا أن المجلس تسبب في خسارة النادي قرابة النصف مليار جنيه، جراء رحيل زيزو مجانا دون أن يستفيد منه بجنيه واحد وهو ما يكشف خيبة أمل مجلس إدارة الأبيض فيما فعله مع لاعب كان يمكن أن يحل بيع عقده لأحد الأندية الخليجية كافة ديونه ومشاكله مع كل من رفع على النادي قضايا في الفيفا.
الواقع يؤكد أن الضربة موجعة، والصفقة تاريخية، والألم يمتد آثاره ليطال كل من توهم أن إدارة الزمالك “ناصحة” وأنها لن تخرج خاسرة من هذه المعركة الإدارية القانونية التي وجه خلالها أهم لاعب لديها صفعة مدوية لإدارة ناديه سمع دويها الجانب الآخر من كوكب الأرض، في بلاد “الواق واق”، وما وراء النهر، والأمريكتين وستستمر آثارها لفترة طويلة قادمة تنّغص نوم مسؤولي البيت الأبيض القاطن بميت عقبة والقريب من نيل القاهرة الخالد، وسيمثل رحيل زيزو بهذه الطريقة الدرامية لإدارة الزمالك كابوسا لن يتعافوا منه بسهولة، وخصوصا بعدما نجح اللاعب شخصيا في تسليمهم بنفسه “تسليم أهالي” للجماهير التي هاجمتهم بضراوة بعدما انكشف كذب رواياتهم التي نشروها في وسائل الإعلام، لينطبق عليهم المثل الذي يقول”جيت تصيده صادك” .