في الوقت الذي سادت فيه حالة من الارتياح بالوسط الكروي عقب الصلح الذي تم بين حسين الشحات لاعب الأهلي، والمغربي محمد الشيبي لاعب نادي بيراميدز خلال الساعات الأربع والعشرين ساعة الماضية، إلا أن هناك من خرج علينا من بعض المحسوبين على نادي الزمالك والذين أبدوا عدم ارتياحهم للصلح الذي تم بين اللاعبين، وكأن القاعدة أن يستمر الخلاف حتى يسعد المتخلفين بالمزيد من الاحتقان الذي لا يتحمله الوسط الكروي إلى أن يأذن الله أمر كان مفعولا.
لا أعلم ما هي أوجه الاستفادة التي ستتحقق لمثل هؤلاء، من صانعي الفتن والمعقدين نفسيا من عودة الوئام بين الشحات والشيبي؟ وهل استمرار احتقان الأجواء سيحقق مآربهم ؟
مشكلة الشحات والشيبي وصلت إلى ذروتها باللجوء إلى المحاكم المدنية، نتيجة تسخين الأجواء بينهما من قبل ضعاف النفوس، أعداء الحياة، هواة الفرقة وصنع الفتن، ولولا تدخل هؤلاء “المنفسنين” من البداية ما تفاقمت الأوضاع بهذا الشكل الذي تابعه الجميع، ولكن نحمد الله أن الصلح تم أخيرا، وبرغبة مشتركة من اللاعبين أنفسيهما، ليضربا كارهي الحياة وهواة صنع الفتن في مقتل .
زادت هوة الخلافات بين أندية الدوري الممتاز وبين لجنة الحكام، الجديدة والمؤقتة برئاسة ياسر عبد الرؤوف عبد العزيز، بفعل الأخطاء الكارثية التي وقع فيها حكام “الساحة” من ناحية، وحكام تقنية الفيديو، الـ”VAR ” من ناحية أخرى، فبعد أن اشتكي الأهلي والزمالك من سوء مستوى التحكيم في بداية الدوري، وتحديدا خلال الجولتين الأولى والثانية، انضم اليهما أندية، البنك الأهلي، وسموحة، وزد، والاسماعيلي، الذين تقدموا بشكاوى رسمية إلى اتحاد الكرة يعلنون فيها تعرضهم للظلم الذي تسبب في فقدانهم عددا من النقاط بفعل الأخطاء التحكيمية المؤثرة، ليصل عدد الأندية التي تعاني من التعرض للظلم التحكيمي إلى “6” أندية، أي ثلث أندية الدوري الممتاز الثمانية عشر، وهو عددا كبيرا، بل ومؤشرا خطيرا يهدد مسابقة الدوري الممتاز، وقد يترتب علي تلك الأخطاء المتكررة المزيد من المشاكل، مع استمرار الهجوم الإعلامي على لجنة الحكام واتحاد الكرة “الفاشل” .
الغريب أن أحد الإعلاميين الكبار هاجم اتحاد الكرة علانية وقال نصا نيابة عن الأندية المتضررة من أخطاء التحكيم ” ليه نتعب نفسنا، ما نعطي الدوري للأهلي وبلاها مصاريف ” !!
كلام هذا الشخص تحديدا يساهم في زيادة احتقان الأجواء ويزرع المزيد من الفتن، ويلمح إلى مجاملة النادي الأهلي “عيني عينك” من قبل بعض الحكام، وهو كلام خطير ولا يمت للحقيقة بصلة، بل ويستوجب مساءلته عليه قانونا .
ولو أن لدينا مجلس أعلى لتنظيم الإعلام قوي وصارم في قراراته، لاستدعى هذا الشخص “صانع الفتن” وغيره من الأبواق الإعلامية من عديمي المسؤولية، وحاسبهم، حساب الملكين على كل كلمة يتفوهوا بها على غير الحقيقة ودون سند .
أخيرا.. هل مصر نضبت من الكفاءات حتى يظهر لنا مؤخرا من يريد تدمير ما تبقى من أمل في الكرة المصرية، حيث بدأت بعض الوجوه المغضوب عليها من الرأي العام مرحلة “جس” نبض الشارع الكروي، تمهيدا لتقديمهم أوراق ترشحهم للانتخابات على مقعد رئاسة الجبلاية في الدورة الانتخابية المقبلة التي تبدأ 10 ديسمبر المقبل .
الحقيقة أن هناك اثنين من هذه الوجوه وهما، هاني أبو ريدة، ومجدي عبد الغني، وهما وجهان لا يلقيان قبولا في الشارع الكروي، حتى لو كان كليهما قد نجح في التربيط جيدا مع بعض أعضاء الجمعية العمومية الـ 129، فكلا الشخصين لا يصلحان لرئاسة الجبلاية بعد أن أثبتت التجارب السابقة لهما فشلهما الذريع، الأول في مقعد الرئاسة والثاني في مقعد العضوية، أما وأنهما يدخلان المنافسة هذه المرة وجها لوجه على مقعد الرئاسة فإن ذلك يعني عودة الكرة المصرية إلى الوراء، بل والقرون الوسطى قد أصبح وشيكا.
ولذلك أتمنى من بعض الشخصيات الرياضية المحبوبة والذين يتمتعون بفكر عال لتطوير المنظومة، وممن خدموا اللعبة أن يبادروا بتقديم أوراق ترشحهم لرئاسة اتحاد الكرة حتى لا يعطوا الفرصة لأبو ريدة، أو بديله أحمد مجاهد، أو عبد الغني، وأمثالهم ممن سأم الشارع المصري منهم العودة للساحة مجددا، وخصوصا أن المنظومة أصبحت بحاجة إلى التغيير الشامل بعد أن استشرى فيها الفساد ووصل إلى “الرُكب”، إذا كنا نتطلع لمواكبة تقدم الأمم، وتحديدا دول الجوار بالشمال الأفريقي “المغرب، تونس، الجزائر”، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .