لا يختلف اثنين على أن السويسري مارسيل كولر المدير الفني الحالي لفريق النادي الاهلي جاء إلى النادي باحثا عن المجد وصناعة اسم كبير في عالم التدريب، على الرغم من خوضه تجارب تدريبية سابقة، حيث بدأ مسيرته كمساعد لمواطنه كريستيان جروس المدير الفني الحالي لنادي الزمالك، ثم بدأ بعد ذلك رحلته كمدير فني، حيث تولى تدريب 6 أندية منها أربعة سويسرية وهي، سانت جالين، بازل، جراسهوبر، ويل ، إضافة إلى ناديين ألمانيين وهما بوخوم، وكولون، كما درب منتخب النمسا .
الخواجة السويسري عندما تعاقد معه النادي الأهلي في التاسع من سبتمبر 2022 خلفا للبرتغالي ريكاردو سواريش، لتدريب نادي “القرن” في أفريقيا، وصاحب الأرقام القياسية، وصاحب أكبر شعبية وجماهيرية في الوطن العربي والقارة السمراء قاطبة وأكبر أنديتها، حرص حينها مجلس إدارة النادي برئاسة محمود الخطيب على تلبية جميع طلباته وتوفير “لبن العصفور” له، أي هيأ له كل سٌبل وعوامل النجاح، من خلال عقد جيد، وراتب كبير بدأ بـ 160 ألف دولار تم رفعه حاليا ليصل إلى 240 ألف دولار، بواقع 80 ألف دولار زيادة دفعة واحدة، كمكافأة له على انجازاته التي حققها مع الفريق والتي وصلت إلى 11 بطولة متنوعة وهي 2 دوري أبطال إفريقيا، 2 دوري مصري، 2 كأس مصر، 4 سوبر مصري، وكأس القارات الثلاثة، إضافة إلى برونزية كأس العالم للأندية مرة وحيدة .
كولر نال أكثر مما كان يتوقعه من ثناء وتقدير في مصر، وعلى كافة المستويات الرسمية، ممثلا في مجلس إدارة النادي الأهلي، والشعبية والممثلة في جماهير الأهلي التي تعد الغالبية العظمى من الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم والتي تجاوز الـ 80 مليون مشجع داخل مصر فقط، إلا أنه ورغم كل ذلك بدأ يعلن “إفلاسه” من الناحية الفنية، حيث لم يعد لديه الجديد ليقدمه للفريق، بل لم يطور من نفسه أو فكره التدريبي، وزاد عناده مع بعض اللاعبين أمثال محمود كهربا، وبيرسي تاو وأبعدهما تماما من حساباته، وخسر أسماء كبيرة مثل النجم التونسي كريستو نجم منتخب الشباب التونسي، والجزائري أحمد القندوسي، “وطفّش” آخرين مثل، أليو ديانج، وأحمد عبد القادر، وحمدي فتحي، ومحمد عبد المنعم، للاحتراف الخارجي، ولولا حاجة الأهلي إلى جهود الثلاثة الأوائل تحديدا في بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد في أمريكا في الفترة من 14 يونيو إلى 13 يوليو القادم ما فكر النادي في إعادتهم رغما عن أنفه .
الخواجة السويسري بدا يشعر بانقلاب الكثيرين عليه، وخاصة الجماهير المتعطشة دائما للبطولات، حيث خسر الأهلي السوبر الإفريقي مرتين على يديه، إحداهما أمام اتحاد العاصمة بالجزائر، والثانية أمام الزمالك بركلات الترجيح، ومؤخرا أضاع على الأهلي انجازا تاريخيا وفريدا بالحصول على كأس التحدي” أبطال الخمس قارات” عقب خسارة الفريق من باتشوكا المكسيكي بركلات الترجيح بسبب أخطاء ساذجة للغاية في التشكيل وعدم قراءة المنافس جيدا واحترامه .
جاءت خسارة المارد الأحمر أمس من شباب بلوزداد في الجزائر بهدف نظيف جاء في الدقيقة 91 والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة في إطار لقاءات الجولة الرابعة لمباريات المجموعة الثالثة لدوري أبطال أفريقيا “ليعقرب” المجموعة، وينال بسببه الكثير من اللعنات، حيث تسبب بأخطائه القاتلة واصراره على التغيير في وقت متأخر من المباراة بتعرض الفريق للخسارة لأول مرة قاريا منذ مارس 2023 ، كما تسببت هذه الخسارة في اشتعال صراع ثلاثي على بطاقتي المجموعة الثالثة بين الأهلي”7 نقاط”، وأورلاندو بايرتس “5 نقاط” قبل لقاء اليوم أمام استاد أبيدجان، وبلوزداد “6 نقاط” .
المعلومات المؤكدة التي وصلتني تشير إلى أن القلعة الحمراء بدأت تستعد لمرحلة ما بعد كولر، على الرغم من ارتباط الخواجة بعقد مع النادي ينتهي الموسم القادم 2026 إلا أن سوء النتائج، مع نزول “كيرف” أداء الفريق تدريجيا، وكثرة مشاكل “أوضة اللبس” والتي زادت عن الحد ستعجل بالإطاحة بالخواجة قبل موعد انتهاء عقده والتعاقد مع مدير فني جديد، وهو يمثل مفاجأة من العيار الثقيل للجميع، حيث يبدو أن البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني السابق للزمالك، واحدا من أبرز المرشحين بقوة لقيادة الأحمر في المرحلة قادمة وخلافة كولر ..ويبقى فقط منح فرصة أخيرة للخواجة السويسري لعله “يلحق نفسه” قبل أن يتم التضحية به إذا خسر الأهلي أي بطولة قادمة، سواء الدوري أو بطولة دوري أبطال أفريقيا.. حينها سيكون لا مناص من منحه استمارة ” 6 ” وفوقها “قلتين” ستحطمهما ورائه جماهير الأهلي !!