الكرة المصرية تعاني الأمرين بسبب التخبط الإداري الذي يسيطر عليها، والفضل يرجع في ذلك إلى هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة الأسبق وعضو المكتبين التنفيذيين بالاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم .
أبو ريدة، هو من اختار جمال علام رئيس اتحاد الكرة الحالي للدخول من الباب الكبير للجبلاية، حيث كان علام رئيسا لمنطقة الأقصر للعبة بفضل أبو ريدة أيضا، وقرر الأخير مساندته في ترشحه لرئاسة اتحاد الكرة مع القائمة التي اختارها بالكامل ليضمن ولائه له تمهيدا للعودة في أي وقت للجبلاية، وأمسك علام ورفاقه مقاليد الأمور بالاتحاد، الذي يعد أكبر هيئة رياضية في مصر ..وياليت أبو ريدة ما فعل ذلك، فقد توالى سقوط المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها السنية، الواحد تلو الٱخر في عهده، وتراجعت الكرة المصرية سنوات طويلة إلى الوراء..وكان ٱخرها الفشل الذريع في الصعود لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، ثم توديع كأس الأمم الأفريقية بكوت ديفوار من الدور ربع النهائي للبطولة، وبدلا من تقديم علام ورفاقه استقالة جماعية حفظا لماء الوجه والرحيل من الاتحاد في هدوء إلا أنهم فاجأوا الرأي العام وتمسكوا بمقاعدهم الوثيرة المكيفة بالمبني الفخم المطل على نيل القاهرة الخالد في 5 شارع الجبلاية بمنتهى البرود، رغم الفشل الذريع الذي لاحقهم ولا تزال آثاره ظاهرة على اللعبة بكافة عناصرها ..المسابقات..الحكام..ڜئون اللاعبين..وغيرها من لجان الاتحاد ..وكأنهم شاهد ما شافش حاجة ..المهم الاستفادة من الشو الإعلامي المسلط على الاتحاد طوال الوقت ..إضافة إلى السفريات ورئاسة البعثات والدعوات المجانية من الهيئات الدولية على حس الاتحاد..ولا يعنيهم ما يتردد عن فشلهم الإداري وعلى الجميع أن (يخبط رأسه في الحيط) ، وأنهم باقون في أماكنهم حتى انتهاء مدة المجلس الحالي رسميا بانتهاء اولمبياد باريس 2024 التي تنطلق فعالياتها في يوليو القادم ..حيث سيحظى بعضهم بالسفر مع المنتخب الأوليمبي لتكون ٱخر سفرية رسمية من يحظى بهذا الشرف.
ومع السقوط المريع لمجلس علام في المهام المكلف بها.. استيقظ الرأي العام مؤخرا على تسريب خبر من أبو ريدة عن طريق ( صبيانه) للشارع الكروي في شكل جس نبض عن امكانية عودته للترشح مجددا لرئاسة اتحاد الكرة، رغم فشله شخصيا مع باقي مجلسه بالسقوط في اختبار كأس الأمم الأفريقية التي نظمتها مصر عام 2019 وتوديع البطولة على يد جنوب افريقيا من الدور الثاني..والتي كتبت السيناريو المأساوي لهم بالرحيل عن الجبلاية من خلال ضغط الرأي العام عليهم وتقديمهم لاستقالة جماعية .
ابو ريدة لم يكتف بما حدث للعبة في عهده من كوارث ولكنه يتطلع للعودة مجددا للساحة بحثا عن السيطرة على مفاصل الاتحاد وأن يكون الحاكم والآمر الناهي في الجبلاية، وكأن مصر العظيمة نضبت من الكفاءات وفي انتظار فارسها أبو ريدة ليصحح أوضاعها المائلة..وكأنه لا يعلم أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه .
فهل كتب علينا ان نشاهد تقدم اللعبة في الكثير من دول الجوار ونحن محلك سر بسبب عقم الفكر الإداري الذي تدار به اللعبة ؟
وأين قامات مصر الرياضية ممن يملكون الفكر والرؤية الجيدة لإعادة اللعبة إلى مسارها الصحيح والأمثلة لدينا لا تعد ولا تحصى ولعل أبرزها والذي لا يختلف عليهما اثنين وهما، المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي الأسبق والكابتن طاهر أبوزيد وزير الرياضة الأسبق .
هاتان الشخصيتان يجب على أعضاء الجمعية العمومية باتحاد الكرة أن اقناع أحدهما للترشح لرئاسة الاتحاد في المرحلة المفصلية القادمة لكرة القدم المصرية ليعود إليها الضبط والربط الذي تفتقده حاليا ومن ثم يعود معه أيضا التطور الذي ننشده من خلال اختيار مجموعة العمل المتمثلة في قائمة موحدة لعدد من نجوم الكرة المصرية القدامي من أصحاب الفكر والرؤية الثاقبة والذين لديهم المقدرة على إحداث طفرة للعبة التي تعاني بسبب افتقاد القائمين عليها حاليا أصول الإدارة الرياضية الصحيحة ..مع ضرورة عدم الاستعانة بأي عنصر ساهم فيما وصلنا إليه من انحدار في المستوى الفني للعبة في المجلس القادم ..مثل احمد مجاهد أو عمرو الجنايني أو محمد بركات أو حازم امام أو ابو الوفا أو غيرهم ممن تواجدوا في الجبلاية خلال العشر سنوات الأخيرة ..لأننا نحتاج إلى فكر جديد يواكب التطور الذي وصلت إليه اللعبة عالميا وليس الوقوف محلك سر ..والا سنقول على الكرة المصرية السلام بفضل هاني وعلام !!