التعصب آفة العصر..وما يتم تداوله على السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي من سخرية واستهزاء بالآخر بسبب كرة القدم خصوصا والرياضة بصفة عامة أمر يثير الغثيان ويزيد التعصب والاحتقان في الشارع الرياضي الذي لا يتحمل كل هذه المنغصات، وخصوصا إذا علمنا أن الرياضة هي المتنفس لمعظم شعوب العالم، إن لم تكن جميعها ومن بينها بالطبع الشعب المصري العاشق للرياضة بجميع فنونها، وكرة القدم في القلب منها على وجه التحديد .
وما تفعله قلة متعصبة في السوشيال ميديا، والتلاسن الذي يصل إلى حد التناحر بين مجموعة من المتعصبين من جماهير العملاقين الكبيرين الأهلي والزمالك يدق ناقوس الخطر، والأغرب من ذلك أن من يزيد التعصب حتى يصل ذروته وتنعكس آثاره سلبيا على الجماهير المصرية عامة وجماهير الكبيرين خاصة ما يفعله بعض نجوم الكرة القدامى الذين يسممون الأجواء بالتعصب الأعمى ومهاجمة فلان أو علان وترتان لغرض ما في نفس يعقوب، ومن أمثلة هؤلاء أحد اللاعبين القدامي الذي أطلق على نفسه ( الهجاص) والذي لا يعجبه العجب او الصيام في رجب، وكأنه خبير الكون كله، وغاوي تقطيع على ( الفاضي والمليان) في عباد الله، وعندما تناقشه كرويا تجده مفلسا ( أبيض ياورد على الآخر) ويسير على نفس الشاكلة مدافع اهلاوي شهير سابق لا يوجد لديه ما يفعله يوميا منذ استيقاظه من النوم حتى يحين موعد نومه الطبيعي في المساء سوى مهاجمة إدارة الأهلي بصفة مستمرة لعدم منحه الفرصة للعمل في النادي، سواء في مجال التدريب أو العمل الإداري أو العمل في قناة النادي والانضمام لزملائه المحللين بالقناة من نجوم النادي القدامي .
وما يحدث من النجمين على شاشات الفضائيات تجده تريند على موقع تويتر ( x ) للتواصل الاجتماعي العالمي وتنسج حوله قصص وروايات، وهو الأمر الذي يستوجب معه (قصقصة) ريش مثل هؤلاء المفلسين حتى تهدأ الساحة أو على الأقل تخف حدة التعصب التي لا نجني من وراءها سوى المزيد من الاحتقان غير المقبول والذي ينذر بعواقب وخيمة ولذلك أطالب نقيب الإعلاميين د. طارق سعدة أن يكون له موقف واضح تجاه مثل هؤلاء، كما أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منوط به هو الٱخر مهام عليه القيام بها، ومن بينها تحجيم مثيري الفتن وهواة التعصب ومنعهم من الظهور على الشاشات الفضائية أو القنوات المحلية، مع وضع ضوابط وخطوط حمراء لا يتجاوزوها ومن يتجاوزها يتم معاقبته ومنعه من الظهور لفترات متفاوتة وإذا اتت العقوبات ثمارها كان بها وإذا لم تؤتي ثمارها فليكن المنع النهائي هو الحل ليكونوا عبرة لغيرهم حتى يستعيد الشارع الرياضي هدوئه الذي ننشده ..بل أصبحنا نتوق ، بل ونتمنى أن تعود جماهير الأهلي والزمالك للجلوس بجوار بعضهم في المدرجات مثلما كنا نشاهد ذلك في الأفلام السينمائية القديمة ( الأبيض والأسود) في حقبة الستينيات من القرن الماضي ، وكانت الروح الرياضية هي السائدة في أغلب الأحيان بين جماهير الناديين ..يكسب من يكسب، ويخسر من يخسر ..في النهاية هي رياضة ولا يوجد فيها فائز دائم أو خاسر على طول الخط .
يا سادة إذا قل التعصب سيسهل ذلك على الجهات المختصة تسهيل عودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب بالسعة الكاملة، وسينعكس ذلك إيجابيا على مستوى اللعبة واللاعبين ويكون المستفيد الأكبر هو منتخبنا الوطني الذي يعد الهدف الأسمى من تنظيم وإقامة مختلف المسابقات المحلية، بل هو الواجهة الحقيقية للكرة المصرية في المحافل الدولية ويأتي من بعده الأندية المصرية والتي تشارك في البطولات الأفريقية ويعد أبرزها الأهلي والزمالك، الضيفان الدائمان في هذه البطولات الكبرى ..هل من مستمع ؟ وهل من مجيب ؟ اتمنى ان تجد كلماتي ٱذانا صاغية لدى الجميع.. جماهير ومسؤولين..حينها سنستمتع جميعا بالرياضة، وعلى رأسها بكرة القدم الحقيقية التي نتمنى أن نراها بدلا من العك الكروي الذي نشاهده حاليا .