✍️ كمال سعد
منذ أن تولى فوزي لقجع رئاسة الاتحاد المغربي لكرة القدم عام 2014، وضع الرجل أسس منظومة كروية محترفة تُبنى على الكفاءة والانضباط والعدالة، لا على المجاملات ولا المصالح الشخصية.
في المغرب لا مكان لابن النجم السابق ولا لصاحب “المسؤول”، ولا تُدار المنتخبات من المقاهي أو العلاقات، بل تُدار من مراكز التخطيط والتطوير، حيث يعمل الكل وفق مشروع وطني متكامل عنوانه: “اللي يستحق هو اللي يلعب”.
المدرب محمد وهبي، الذي قاد منتخب الشباب المغربي للتتويج بكأس العالم 2025، مثال حي على الفكر الجديد؛ رجل دارس حاصل على شهادات تدريب من الفيفا، عمل في بلجيكا سنوات طويلة، وتم اختياره بالكفاءة لا بالمجاملة.
تلك المنظومة التي أسسها لقجع أفرزت 30 بطولة قارية وعالمية في عشر سنوات فقط على مستوى منتخبات الناشئين والشباب والسيدات، بخلاف إنجاز المنتخب الأول الذي كتب التاريخ في مونديال 2022 وحقق البرونزية في أولمبياد 2024.
المشهد في مصر مضحك ومؤلم
فبينما المغرب تبني مشروعًا دولة، نحن ندور في حلقة “المحسوبية المقدسة”.
نفس الوجوه تتكرر بلا خجل: هاني أبوريدة، أحمد مجاهد، والآن انضم إليهم أحمد دياب، الذي لا نعرف له تاريخًا كرويًا واضحًا لكنه يتصدر المشهد ويدير رابطة الأندية “بالمودة والجدعنة”.
قرارات تُفصل حسب الهوى: نادي يريد تأجيل مباراة؟ يتم التأجيل.
نادي مهدد بالهبوط؟ نلغي الهبوط.
عقوبة تُخفف هنا، وحكم “يتفوق” هناك، كل شيء يسير بمبدأ “المصلحة أولاً”.
هل يُعقل أن نطالب بالنجاح ونحن نكرم الفاشلين؟
أبوريدة ومجاهد فشلا في إدارة الكرة مرارًا، فعدنا نمنحهما المفاتيح من جديد!
ونتساءل بعد كل إخفاق: ليه مش بنبقى زي المغرب؟
الجواب بسيط: لأن المغرب بنت منظومة، ونحن بنينا “شللية”.
والحمد لله أننا حتى الآن ما بقيناش زي الصومال.