✍️ كمال سعد
أثبت أحمد كشري أنه واحد من أكثر المدربين المصريين وعيًا وهدوءًا في التعامل مع الإمكانيات المحدودة، فمع فريق مثل ديروط الذي لا يمتلك أسماء لامعة، استطاع أن يصنع هوية كروية واضحة تقوم على الانضباط التكتيكي والقتال في كل كرة.
أسلوب كشري لا يعتمد على الاستحواذ أو اللعب الجمالي، بل على الواقعية والصلابة الدفاعية والهجوم المرتد السريع، وهي فلسفة جعلت ديروط من أصعب الفرق التي تواجهها أندية المجموعة.
ديروط أمام الترسانة.. درس في الواقعية

في المباراة الأخيرة أمام الترسانة، بدا كشري أكثر دهاءً من منافسه، فاختار أن يُغلق المساحات تمامًا أمام مفاتيح لعب الشواكيش، واعتمد على التحولات السريعة خلف دفاعهم.
النتيجة كانت فوزًا مستحقًا بهدف دون رد، لكنه فوز أكبر من مجرد ثلاث نقاط، لأنه كشف عن نضج مشروع تدريبي بدأ يؤتي ثماره.
لاعبون بوجه جديد
أبرز ما يُحسب لكشري أنه أعاد اكتشاف مجموعة من اللاعبين المغمورين، ومنحهم الثقة والمسؤولية داخل الملعب. لم يعد ديروط فريقًا يخشى الكبار، بل أصبح خصمًا مزعجًا لأي منافس، مهما كان اسمه أو تاريخه.
مشروع قادم بثبات
من يتابع مشوار كشري يعرف أنه لا يبحث عن الأضواء، بل عن بناء وبما يقدمه حاليًا في ديروط، فهو يبرهن أن المدرب المصري عندما يجد الدعم والثقة يمكنه تحقيق المعجزات، حتى في دوري صعب مثل دوري المحترفين.
الخلاصة:
كشري لم يفز فقط على الترسانة، بل انتصر لمدرسة المدرب الواقعي، الذي يقرأ الخصم بذكاء ويُدير المباراة بأعصاب باردة.
إنه نموذج يُعيدنا إلى زمن التدريب المصري الحقيقي، زمن العمل بصمت والنتائج بالكفاءة..ومكانه الطبيعي في الدوري الممتاز .