بعيدًا عن الحسابات الفنية والتكتيكية، فإن ما قدّمه أحمد عبد الرؤوف ولاعبوه أمام بيراميدز كان تجسيدًا نادرًا لمبدأ “الروح قبل التكتيك”.
الزمالك لم يكن الأفضل فنيًا، لكنه كان الأصدق في الرغبة، والأكثر إصرارًا على تحقيق الفوز، فاستحق أن يحجز بطاقة التأهل لنهائي كأس السوبر المصري عن جدارة واستحقاق.
الزمالك ينتصر بالإرادة قبل المهارة
في مواجهة بيراميدز، لم يعتمد الزمالك على خطط معقدة أو استحواذ طويل، بل على التنظيم الدفاعي والالتزام التكتيكي والروح الجماعية. ورغم أن الفريق واجه إصابات مؤثرة مثل عدي الدباغ، فإن البدلاء أدوا ما عليهم، وأثبتوا أن روح الفانلة البيضاء لا تموت.
أحمد عبد الرؤوف أدار اللقاء بواقعية شديدة، تعامل مع ظروف المباراة بذكاء، وتبديلاته – خصوصًا الدفع بعبد الله السعيد وشيكو بانزا – منحت الفريق الحيوية المطلوبة في الأوقات الحرجة.
عواد.. المظلوم الذي أنصفه الميدان

محمد عواد كان عنوانًا للرد على كل المشككين. حارس عانى من التجاهل لفترات طويلة، لكنه عاد في أصعب لحظة ليثبت أنه ما زال كبيرًا. تصدى لركلات الترجيح بثبات، وكان أحد أهم أسباب صعود الزمالك للنهائي.
عواد لم يحتج إلى تصريحات أو تبريرات، بل جعل يديه تتحدثان. هو نموذج للاعب الذي ينتظر فرصته بصبر ثم يصنع منها مجدًا جديدًا.
عبد الرؤوف.. شاب في اختبار الرجال
عبد الرؤوف لم يختبئ خلف قلة الخبرة أو ضيق الوقت، بل خاض التحدي بشجاعة. قال عقب اللقاء:
“أبارك لجماهير الزمالك التأهل لنهائي السوبر.. لعبنا بروح عالية، وواجهنا فريقًا قويًا ولم نفقد التركيز”.
تصريحاته تكشف عن وعي تدريبي ونضج إنساني، فالرجل لم يتحدث عن نفسه، بل عن الفريق والجمهور، وهي سمة المدرب القائد لا الباحث عن الضوء.
عبد الناصر محمد.. صوت الهدوء والعقل وسط العاصفة
وسط ضجيج الاحتفال، كان عبد الناصر محمد مدير الكرة يتحدث بثقة وهدوء. قالها ببساطة:“جماهير الزمالك كانت عظيمة، وربنا كلل مجهود اللاعبين بالتأهل”.
كلمات قليلة لكنها تحمل فلسفة كاملة: أن الاستقرار النفسي هو الطريق إلى البطولات. عبد الناصر أعاد الانضباط لغرفة الملابس، حافظ على الهدوء في الأزمات، ونجح في خلق بيئة تمنح اللاعبين الثقة في أنفسهم.
الأهلي ينتظر.. والاختبار الحقيقي يبدأ
الزمالك على موعد مع الأهلي في نهائي السوبر بعد غدٍ الأحد، في مواجهة لا تحتمل الحسابات ولا الأعذار.
النهائي سيكون اختبارًا لشخصية الزمالك الجديدة، فإما أن يؤكد أن الفريق دخل مرحلة الاستقرار والعودة الحقيقية، أو يعود إلى دوامة الشكوك القديمة.
الروح وحدها لن تكفي أمام الأهلي، لكن من الواضح أن هذا الفريق استعاد شيئًا كان مفقودًا منذ زمن: الإيمان بنفسه.













