في أيام السوشيال ميديا، يكفي أن يخطئ شخص واحد، حتى يتحول الخطأ إلى “رأي عام”.. والأمثلة كثيرة، لكن أغربها تلك “الخرافة الكروية” التي انتشرت أخيرًا، بأن نادي المريخ السوداني احتل المركز السادس في “الدوري الموريتاني”!
نعم، لا تسأل عن المنطق!
فجأة أصبح المريخ نادٍ موريتاني، وخسر الدوري أمام “الهلال الموريتاني” بفارق 14 نقطة، على حد زعم بعض المحللين من مدرسة “اللي بيقولوا أي حاجة”.
والكارثة؟ أن هناك من صدّق، وبدأ يُبني آراءً وتحليلات على هذا الوهم!
ماذا قدم شوقي غريب مع المريخ؟
الحقيقة أن شوقي غريب تولى تدريب المريخ السوداني، وحقق معه نتائج رائعة ومحترمة على كافة الأصعدة:
- التأهل لدوري أبطال أفريقيا، وسط الكبار في القارة مثل الأهلي، صنداونز، الترجي، وبيراميدز.
- 7 مباريات في دوري النخبة : فاز في 4، وتعادل في 2، وخسر مباراة واحدة فقط.
- وفي الدوري المحلي، تساوى مع الهلال السوداني في عدد النقاط، وخسر اللقب فقط بسبب أفضلية المواجهات المباشرة.
أي أن الفريق كان ندًا قويًا على المستوى المحلي والقاري، وليس مجرد مشارك.

حملة تشويه مجانية فنكوش!
لكن، وكالعادة، ما دام النجاح لا يُناسب أذواق البعض، فالطريقة الأسهل للتقليل منه هي: التشويه بالكذب، أو على الأقل بـ”نصف معلومة”.
وهنا جاءت نغمة “المريخ سادس الدوري” و”شوقي غريب فشل”، رغم أن الأرقام والواقع لا يَدعمان هذه السردية بأي شكل.
بل العكس، ما حققه شوقي غريب مع المريخ يُعد من أنجح تجاربه التدريبية مؤخرًا، خاصة أنه دخل منظومة كانت تعاني من فوضى إدارية، ونجح في استعادة التوازن وتحقيق الاستقرار.
ومن المستفيد؟
السؤال الأهم: لماذا تُنشر هذه الأكاذيب؟
هل الهدف فقط النيل من اسم شوقي غريب؟
أم أن هناك من لا يحتمل أن ينجح مدرب مصري في الخارج؟
ربما السبب هو الحقد، أو الجهل، أو فقط الرغبة في التنظير لمجرد الظهور.
لكن ما هو أكيد أن تلك الحملات لا تُضر إلا أصحابها.
أما شوقي غريب، فـ”الشغل بيتكلم عنه”.
ختام :
أرجوكم، راجعوا خرائطكم قبل أن تتحدثوا عن الجغرافيا،
واقرؤوا جداول الدوري السوداني قبل أن تُحللوا نتائج الدوري “الموريتاني”.
الفرق بين “السوداني” و”الموريتاني” مش بس في الجنسية، بل في الفِكر، والاحترام، والمصداقية.. والمريخ السوداني ..لم يكن يومًا مادة للتهريج.