في كل عام، تستغل بعض البرامج والمسابقات شهر رمضان لجذب المشاهدين، مستخدمة أساليب مغرية تفتح باب الأحلام أمام الجماهير، لكن عندما نحلل الأرقام، نجد أن الواقع مختلف تمامًا عن الصورة الوردية التي يتم تسويقها.
سعر الرسالة.. وملايين المشاهدين
برنامج “مدفع رمضان” الذي يقدمه محمد رمضان يعتمد على رسائل المشاهدين للمشاركة، حيث تبلغ تكلفة الرسالة الواحدة جنيهًا ونصف.
إذا افترضنا أن 5 ملايين مصري فقط يرسلون رسالة واحدة يوميًا طوال الشهر، فهذا يعني أن العائد اليومي للبرنامج من الرسائل وحدها يصل إلى 7.5 مليون جنيه، أي ما مجموعه 225 مليون جنيه في 30 يومًا.
ماذا عن الجوائز؟
حتى لو تم توزيع 300 ألف جنيه يوميًا، فالمجموع لن يتجاوز 9 ملايين جنيه طوال رمضان..وإذا قرر البرنامج رفع سقف الجوائز إلى مليون جنيه يوميًا، فسيصل إجمالي ما يتم توزيعه إلى 30 مليون جنيه فقط.
أرباح ضخمة تتجاوز الجوائز
الرسائل ليست المصدر الوحيد للأرباح، فهناك عائدات ضخمة من الإعلانات والرعاة التجاريين، خاصة أن شهر رمضان يُعد موسمًا ذهبيًا للإعلانات وأضف إلى ذلك الأرباح القادمة من مشاهدات يوتيوب وفيسبوك، مما يجعل العوائد الكلية للبرنامج قد تتجاوز نصف مليار جنيه.
السؤال الأهم: من المستفيد؟
عند النظر إلى هذه الأرقام، نجد أن الفارق بين ما يدفعه الجمهور وبين ما يتم تقديمه من جوائز ضخم جدًا، ما يطرح تساؤلًا مهمًا: هل الغرض الأساسي من هذه البرامج هو إثراء المشاهدين، أم تحقيق مكاسب خيالية على حساب أحلامهم؟
في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة: هذه البرامج قد تقدم فرصة واحدة للربح، لكنها تضمن مكاسب مضمونة للقائمين عليها، وهو ما يجعلنا نعيد التفكير في مفهوم “المسابقات الرمضانية” وأهدافها الحقيقية.